قراءة كتاب غاردينيا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
غاردينيا

غاردينيا

مملكة غاردينا وجدت ولم تزل في دنيانا المعاصرة. وهي نموذج واقعي يحاكي كثيراً من أنظمة ودول العالم الثالث.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
المقدمة
 
بقلم عزيزة بني هاني
 
"...يؤمن الصحراويون بأن الطبيعة التي يعيشون بها زائلة وغير سخية وعنيدة في نفس الوقت، ما يعني أنهم يعتبرون وجودهم فيها مؤقتاً ويظنون بها الزوال في أي وقت، وتكون بالتالي مرتعاً لنمو عادات الحسد والطمع والتصيد لأخطاء الآخرين، وحب الانتقام من المنافس أو القضاء على وجوده..."
 
مملكة غاردينا وجدت ولم تزل في دنيانا المعاصرة. وهي نموذج واقعي يحاكي كثيراً من أنظمة ودول العالم الثالث. وللضرورة السياسية، وبسبب الحساسية التي قد يثيرها التشبيه الفعلي للجغرافيا والتاريخ، فقد آثر الكاتب، وعلى ما يبدو لي شخصياً، أن يخلط الواقع مع الافتراض، والحقيقة مع الخيال، وأن يبتدع بعض الأسماء.
 
ما زالت قصة غاردينا تحتل حيزاً كبيراً من الحديث اليومي لقبائل الصحراء. فقد عاشت هذه القبائل بسلام نسبي حتى أتى المحتل الأوروبي في نهاية القرن الثامن عشر، وعاث بينهم فساداً وفتنة. ففرق الأخ عن أخيه وقطـّع الأرض إلى غربية وشرقية، وخلق فيها دولاً من شعوب دخيلة لم يكن لها وجود في المنطقة، وزرع الفرقة بين أهلها، وقتل الآلاف منهم خدمة لأطماعه المادية.
 
تقع أحداث هذه الرواية في صحراء جرداء، لكنها تمتد لتصل إلى جزيرة القرم (Cremea) في البحر الأسود ثم إلى كيبتاون (Cape Town) في جنوب أفريقيا. وتبدأ أحداثها بالصراع بين القبائل على الرياسة والمُلك والمراعي وواحات الماء المحدودة، في الوقت الذي يزداد السكان عدداً. وقد استغل المستعمر الأوروبي هذه الصراعات لإيقاع الفتنة بين أهل الصحراء، وتفتيت دولتهم الهشة من أجل مصالحه الاقتصادية والسياسية.
 
إن الصحراء بيئة قاسية، ليس على الصعيد المادي فحسب، بل على الصعيدين الثقافي والإنساني. ولا تنضبط الحياة فيها إلا بقانون خاص يتسامح مع القسوة، ويشجع على العنف وامتهان كرامة الإنسان. وكي يتمكن المرءُ من العيش في الصحراء عليه أن يكون متقد العقل ومفتوح العينين بشكل دائم، وإلا هلك من حيث لا يعلم.
 
والأفق في الصحراء واسعٌ وبعيد المدى، ما يساعد على تلمس المخاطر المحيطة، لكنه في نفس الوقت يجعل المرء مكشوفاً من جميع الجهات. وحيث إنّ موارد الصحراء محدودة، فإن المرء يعيش في صراع دائم مع الطبيعة، وهو مضطر بحكم موقعه أن ينافس الآخرين بشكل حاد. وقد يصل الحد في المنافسة إلى القتل من أجل الاستئثار بالموارد المحدودة.

Pages