You are here

قراءة كتاب من قضايا اللغة، والأدب، والنقد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من قضايا اللغة، والأدب، والنقد

من قضايا اللغة، والأدب، والنقد

في كتاب "سواد في بياض"، للأديبة الدمشقية الصديقة السيدة وداد سكاكيني محاسني، مقال بعنوان: "الأدب المكشوف"، تحدثت فيه حديثاً عابراً عن بعض ألوان الأدب ومذاهبه. ومما جاء فيه قولها:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
وتقرأ كذلك روايتي الكاتب الإيطالي الواقعي جوفاني فيرغا: (المعلم السيد جيزوالدو – وأسرة مالافوليا) وهما من أهم الروايات الواقعية التي ظهرت في إيطاليا في الربع الأول من هذا القرن العشرين، فتدهشك مقدرة الكاتب الفنية على معالجة الكفاح المرير في حياة المعلم جيزوالدو وأسرة مالافوليا، وما عانوه من فقر شنيع، كان يسوق المعلم جيزوالدو، والأسرة البائسة بسياط من لبيب، وصمودهم العجيب في الكفاح، رغم المآسي الشديدة التي تواردت عليهم.
 
كلّ هذا من الأدب الواقعي الذي يصوّر كفاح الجماهير الشعبية الفقيرة المتألمة. ولكنه وهو يصور كل ذلك، لا يقدمه في سرد جاف مباشر، يقتل الرغبة في القراءة، بل في أسلوب مؤثر: للكلمة فيه سحرها، وللعبارة فيه أسرها، وللفقرة فيه تأثيرها القوي، بالصورة المعبرة بقوة، وبالخيال الذي يلوّن حقيقة الواقع فيشعر القارئ بأنه يعيش حياة الشخوص وانفعالاتهم، وتتعاقب عليه الأحداث عينها التي تتعاقب عليهم، وتتحلّل أحاسيسه وانفعالاته في تحليل أحاسيسهم وانفعالاتهم.
 
كذلك يفهم الغربيون الواقعة الأدبية، وكذلك يمارسونها. أفنفهمها نحن ونمارسها كذلك؟ أم أن الواقعية عندنا هي رمي (الدبش) في الكلمات، باعتبار أن الواقعية لا تعرف التزويق والتلوين والخيالات، ولا تؤمن بسحر الكلمة، ولا أسر العبارة، ولا تناسق العمل الفني.
 
وشكراً للصديقة السيدة وداد سكاكيني محاسني التي أوحى إليّ كتابها "سواد في بياض" بهذا المقال.

Pages