You are here

قراءة كتاب من قضايا اللغة، والأدب، والنقد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من قضايا اللغة، والأدب، والنقد

من قضايا اللغة، والأدب، والنقد

في كتاب "سواد في بياض"، للأديبة الدمشقية الصديقة السيدة وداد سكاكيني محاسني، مقال بعنوان: "الأدب المكشوف"، تحدثت فيه حديثاً عابراً عن بعض ألوان الأدب ومذاهبه. ومما جاء فيه قولها:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
جولات حرة مع رباعيات عمر الخيام
 
يحار المرء وهو يقرأ رباعيات عمر الخيام في ترجماتها المختلفة: العربية والغربية، في كثرة عدد هذه الرباعيات لدى البعض، وقلّتها لدى البعض الآخر. ويحار كذلك وهو يرى الكثير من هذه الرباعيات مكرراً مراراً كثيرة بمعناه، أو بمعناه ولفظه تقريباً. ولست أعرف كتاباً ضاع فيه الأصل، وكثرت الروايات، وتعددت الآراء، مثل رباعيات عمر الخيام.
 
وأمامي الآن، وأنا أكتب هذه الجولة، ثلاث ترجمات عربية للرباعيات، هي: ترجمة وديع البستاني – وقد جاءت على شكل سباعيات – ويقال أنها أفضل الترجمات العربية، وترجمة أحمد رامي، وترجمة إبراهيم العريض.
 
وكانت لديّ من قبل كذلك ترجمات السباعي، وأحمد الصافي النجفي – وهذه عندي أجود هذه الترجمات عبارة وصياغة – وترجمة فرح، وترجمة مصطفى وهبي التل – وهما نثريّتان – ومن الترجمات الأجنبية كانت لديّ ترجمة فتزجرالد، الإنجليزية – ويقال أنها أجود الترجمات في كلّ اللغات – وترجمة ألمانية، وأخرى فرنسية، وواحدة بالأصل الفارسي. وكل واحدة من هذه الترجمات تختلف عن الأخرى اختلافاً كثيراً أو قليلاً، من حيث أداء المعنى الأصلي.
 
ومثلما تختلف الأصول التي أخذ عنها المترجمون، من حيث الكثرة أو القلة، ومن حيث التكرار الكثير أو القليل، يختلف قرب المترجمين أو بعدهم عن المعنى الأصلي، لكثرة تصرفهم أو قلّته في معنى الأصل الذي ترجموا عنه.
 
أما الاختلاف في عدد الرباعيات فقد قيل في تفسيره الشيء الكثير؛ ولكننا نلخصه فيما يلي:
 
1- "كان عمر يرسل هذه الرباعيات في خلوته، ثم ينشدها لأصحابه في المجالس، فتحفظ وتنشر.. وإنما ضاع الكثير من هذه الرباعيات لعدم تشجيع النسّاخ لآرائه الجريئة، وضاعت مخطوطاتها، لأن نيسابور – بلد الخيّام – تعرضت، بعد موت عمر، للغزو والإحراق على يد المغول والتتار. وتناقلتها الألسنة حتى دخلها التحوير والتبديل. وتعاقب عليها النسّاخ، فغيّروا الكثير من معالمها، ودسّوا في شعره من شعر غيره، وأثبتوا له من القول ما برئ منه لسانه. (أحمد رامي، ص21/22).
 
2- "بعض المنحول من رباعياته دسه عمداً في شعره خصومه ومخالفوه.. فلإثارة الفتنة عليه من العوام، دُسّ في شعره هذا الذي، وإن كان يشبه رباعياته من بعض الوجوه، إلا أن عدم المبالاة فيه بما يقدمه الناس من دين، أشد بروزاً.. والبعض الآخر نسبه إليه سهواً بعض ناسخي رباعياته، لمشابهته لأغراضها ومعانيها من وجوه عدّة، وأحياناً لمجرد تشابه الأوزان" (إبراهيم العريض، ص19/20).

Pages