رواية " يوم غابت الشمس"، هذه الرواية: على مشارف المدينة القديمة، وقفت طويلاً، وقفت أتأمل واسترجع بذاكرتي صور الماضي القريب لهذة المدينة التي أنهكتها الحوادث وأنهكها تطاول الزمان، بيوتاتها الفخمة هرمت وشاخت واستحال بعضها إلى خرائب.
قراءة كتاب يوم غابت الشمس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
- ربما بسبب وجودك، أنهم ليسوا بأحد يذكر.
- أنت تكذبين علي.
- قد أفعلها مع غيرك أما أنت فلا.
- من هؤلاء؟
- ليسوا بأحد صدقني.
- إذن من؟
- رجل من عامة الناس.
- من هو؟ ماذا يبغي؟
واقترب منها أكثر ورمقها بعينين قاسيتين أحسّت معهما بقوة الغضب في وجه السقاء وفي يديه المتوترتين الممتدتين نحوها، فنهضت متراجعة ترتجف خوفاً فتعثرت بشربة الماء فقلبتها، وانسكب الماء منها مُقرقراً وصرخت بتوسل:
- لا تقترب
وجمد مكانه ويداه ممدودتان وهزهما بعنف وقال:
- ماذا أفعل تجاه امرأة سا…
ولم يكمل قوله فأجابته:-
- لا تسيىء الظن بي، أنا امرأة شريفة أقسم بالله على ذلك دعني أوضح لك إن أردت …
فأجابها بصوت خافت يكاد لا يسمع:
- أظن علي أن أرحل …
وتركها وخرج إلى الحوش قاصداً حماره فركضت وراءه مهرولة حتى وقفت أمامه وقالت:
- أتوسل إليك أن تفهمني.
- من الطارق؟
- بماذا يفيدك معرفة اسمه. الم تفهم بعد لماذا دعوتك للدخول عندي. أنا امرأة بحاجة إلى أمثالك صدقني. وها أنت تخرج غاضباً.. يا لله لقد ضاعت الفرصة.
لكن الرجل الذي لم يعِ ما سمع وسار بخطوات ثابتة نحو حماره الساكن وقاده من خُطامِهِ صوب الباب فاستبقته إليه، وقالت متوسّلة:
- إفهمني ياعم سليمان زُرني غداً بل كل يوم.. أتريد معرفة الطارق؟!. حسن إنه جليمود، أتعرفه؟، لاشك… أنك تعرفه.. والآن.. زرني غداً أحكي لك … ولكن… ألا تعود؟…
وبكل برود أزاحها بيده من أمامه وفتح الباب وخرج.
وأطبقت المرأة الباب بعنف وهي تلعن جليموداً وشاهيناً وكل الناس.