كتاب " الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ " ، تأليف د. برهان شاوي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ
الفصل الأول
الاتصال الجماهيري
عناصره ومستوياته ووسائله ومقوماته مدخل في مفهوم الاتصال
في كتابه: محاضرات في الإعلام العام ـ الميدلوجيا كتب الفرنسي ريجيس دوبريه بما معناه أن التاريخ البشري هو تاريخان في تاريخ واحد؛ فهناك تاريخ علاقات الإنسان بالإنسان وهناك تاريخ علاقات الإنسان بالأشياء.
إن علاقتنا بالأشياء يتوسطها الناس وعلاقتنا بالناس تمر بواسطة الأشياء ومن هنا فإن وظيفة علم الإعلام هي بحث هذه العلائق بدقة وفي مختلف مستوياتها. إلا أننا هنا نتوقف عند أحد هذه المستويات ألا وهو الاتصال الجماهيري. رغم أن هذا لا يمنعنا من الإشارة السريعة لأشكال أخرى من الاتصال وأقصد هنا الاتصال الذاتي (intrapersonal comm) . أي الاتصال داخل الذات والذي يُعد أساس جميع أشكال الاتصال البشري الأخرى، و أيضاً الاتصال بين الأشخاص (inter personal comm) . وهو الاتصال المباشر بين الناس ويعرف باتصال المواجهة، ويتم وجهاً لوجه بين شخصين أو أكثر، وكذلك الاتصال الوسطي (median) ويسمى هكذا إلا أنه يقع وسط نوعين من الاتصال: الاتصال بين الأشخاص والاتصال الجماهيري. لكن قبل الدخول في كل هذه التفاصيل لنتوقف عند تعريف الاتصال.
ما هو المقصود بمصطلح الاتصال؟
جاء في القاموس الألماني مصطلحات الاتصال الجماهيري الذي أنجزه نخبة من كبار علماء الاتصال الجماهيري في ألمانيا وهم: إليزابيث نويله-نيومان، وفينفريد شولتز، ويورغن فيلكه، وتحت مصطلح عملية الاتصال ما يلي:
الاتصال يعني حدثاً يتضمن موضوعات مختلفة يجري بين طرفين محددين ويؤثر فيهما. وهذا المصطلح (Kommunikation) بالألمانية (Communication) يجد جذره في اللغة اللاتينية (communis) والذي يعني المشاركة أو المشترك والمشاع. لكن من الشائع استخدام هذا المصطلح ليعني: التفاهم، الإخبار، الإثارة، التحميل والتوصيل. ومن هنا فإن الاتصال هو عملية، فعل تواصلي، حيث يقوم طرف بإرسال شيء مشترك يقوم الطرف الآخر باستقباله، وهذا شرط أساسي لعملية الاتصال، فبدون رسالة واستقبال ليس هناك اتصال. ولكن على أية حال هناك مفهوم واسع جداً للاتصال وآخر ضيق جداً.
فيما يخص المفهوم الضيق للاتصال فهو الذي يجري بين مختلف الناس أثناء التفاعل الاجتماعي. أما المفهوم الواسع له فيشمل مجالات مختلفة ومتعددة ويستخدم في مختلف المجالات العلمية، حتى في التعامل مع الحيوانات أو ما يسمى الاتصال الحيواني ، أو بين المنظومات العلمية والتقنية أو ما يسمى الاتصال التقني، أو الاتصال الميكانيكي ، وكذلك الاتصال المجهري والذي يجري بين الاعضاء الحيوية ويسمى الاتصال البيولوجي ، وأيضاً الاتصال بين الإنسان والآلة أو ما يسمى الاتصال الميكانيكي-البشري .