كتاب " الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ " ، تأليف د. برهان شاوي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ
وكثيراً ما يشكو الشعراء من سوء فهم الناس لهم، وعدم فهمهم لما يقصدونه، أو العكس، ويشكو القراء من غموض ما يكتبه بعض الشعراء، وهذه مشكلة اتصالية ايضاً. بل أن هناك سوء فهم يحصل أحياناً في الترجمة، ترجمة الوثائق والعقود. بل وكثيراً ما يشتكي الهواة حينما يتحدث المتخصصون، بل وحتى العلماء يعانون من إمكانية عدم التواصل حينما يتناقشون في أمور علمية عميقة. بل وحتى حينما يغرقنا سيل المعلومات حينما نبحث في الشبكة العنكبوتية، فأحياناً ينقطع التواصل، لهذا الفيض من المعلومات. والحقيقة أن التوقف عند هذه الإشكاليات، وهذا الفشل المستمر في التواصل تعقد علينا إيجاد تعريف علمي شامل وكامل لمفهوم الاتصال.
الباحث ستيفنز يؤكد بأن الاتصال هو استجابة الكائن الحي لمنبه معينٍ بشكل متميز، فالاتصال يحدث حينما تطرأ تغييرات معينة على ظروف محيطة منبهةٍ تفرض نفسها على الكائن الحي وتجعله يقدم على عمل معين حيال هذه التغييرات. إذا تجاهل الكائن الحي هذا المنبه لا يحقق الاتصال.
أما توبرت وينر فيعّرف الاتصال بشكل أوسع، حيث يمتد التفاعل إلى ما بين الآلات، فيقول: "إن الاتصال بمعناه الواسع يتضمن كل الإجراءات التي يمكن بمقتضاها أن يؤثر عقل بشري على عقل آخر، أو جهاز على جهاز آخر. حيث يمكن لآلة أوتوماتيكية أن ترصد حركة الطائرات وأن توجهها أو تطلق صاروخاً ليطاردها ويدمرها".
أما كولين شيري فتقدم في كتابها: الاتصال الإنساني تعريفها للاتصال كما يلي: "الاتصال هو العملية التي يتفاعل بمقتضاها متلقي الرسالة ومرسلها؛ كائنات حية، أو بشر، أو آلات في مضامين اجتماعية معينة. وفي هذا التفاعل يتم نقل أفكار ومعلومات منبهات بين الأفراد عن قضية معينة، أو معنى مجرد، أو واقع معين. فنحن حينما نتصل نحاول أن نشرك الآخرين ونشترك معهم في المعلومات والأفكار. فالاتصال يقوم على مشاركة المعلومات والصور الذهنية والآراء.
أما د. جيهان احمد رشتي في كتابها: الأسس العلميه لنظريات الإعلام ، دار النهضة العربية، القاهرة، 1993، فقد توصلت بعد بحثها الكثير من التعريفات إلى تعريفها الخاص فكتبت: "استخدمت كلمة اتصال في مضمونات مختلفة وتعددت مدلولاتها. فكلمة اتصال في أقدم معانيها تعني نقل الأفكار والمعلومات والاتجاهات من فرد إلى آخر، ولكن بعد ذلك أصبحت كلمة اتصال تعني أيضاً أي خطوط للمواصلات أو قنوات تقوم بربط مكان بآخر أو تقوم بنقل سلع وأفراد. وقد حدث تقدم هائل في هذا النوع من الاتصال أو المواصلات منذ قيام الثورة الصناعية. وقد استخدم المهندسون كلمة اتصال باستمرار للإشارة إلى التلفزيون والتلغراف والراديو، كما استخدمها الأطباء في الحديث عن الأمراض المعدية. وقد أدرك علماء الاجتماع أنهم يستطيعون استخدام الكلمة لتصف عملية التفاعل الإنساني، فعرّف بعضهم الاتصال بأنه العمليات التي يؤثر عن طريقها الأفراد في من حولهم، ونظر البعض ـ خاصة علماء السياسة ـ إلى المجتمعات على أنها نظم اتصال".
ومن هنا فإنّ الاتصال، واصطلاحاً، هو عملية يقوم بها شخص ما في ظرف ما لينقل رسالة ما تحمل معلمومات أو آراء، أو اتجاهات ما، أو مشاعر إلى الآخرين لهدف ما، وذلك عن طريق الرموز والصور والإشارات، بغض النظر عما يعترضها من تشويش. وهذا يعني أن عملية الاتصال تشمل مجموعة من العناصر هي :
1. الاتصال: هو عملية، أو سلسلة من العمليات والاحداث المستمرة والمتحركة دائماً، تجاه هدف ما. وهي عملية ديناميكية يتم استخدامها لنقل المعاني والقيم الاجتماعية والخبرات المشتركة والمشاعر والأفكار. وإن مكونات الاتصال تتفاعل بشكل ديناميكي، وهذه المكونات ليست ثابتة. كما أن عملية التفاعل لا يمكن النظر إليها على أساس أن عملية الإرسال أو النقل تسير في اتجاه واحد.
2. المتصل أو القائم بالاتصال: الذي قد يكون شخصاً عادياً أو معنوياً: مؤسسة، أو شركة، أو وزارة... إلخ. وهو الطرف الذي يبادر بالاتصال ويقوم بتوجيه رسالته إلى شخص أو أشخاص عديدين.
3. الرسالة: ونعني بالرسالة هنا تلك المعلمومات أو الآراء أو المشاعر أو الاتجاهات التي يرغب المتصل نقلها إلى الآخرين عبر الرموز التي قد تكون صوتية مثل الكلام، أو صورية مثل الكتابة، أو حركية مثل الإشارات، أو أن تكون خليطاً من كل هذه الأشكال. وليس بالضرورة أن تتطابق معاني الرسالة عند المرسل والمتلقي، إذ إن كل فرد يفهم المعلومات ويستخدمها بطريقته الخاصة.
4. المتلقي: ونعني به هنا الآخر والذي يتلقى الرسالة سواء كان المتلقي فرداً أم مؤسسة أم جمهوراً.
5. الهدف: إن عملية الاتصال يجريها القائم بالاتصال لهدف ما، قد يكون للتأثير في أفكار أو مشاعر أو اتجاهات أو آراء المتلقي للرسالة.
6. الوسيلة أو واسطة نقل الرسالة: إن الرسالة يتم نقلها عبر وسيلة ما وفي حالة الاتصال الشخصي يتم نقلها عبر الطريق الشفوي وفي حالة الاتصال الجماهيري قد يتم نقلها عبر الكتاب أو المجلة أو الجريدة أو الاذاعة أو التلفزيون أو السينما.
7. التشويش مهما يكن نوع ومستوى عملية الاتصال أو نوع الوسيلة المستخدمة فإن هناك بعض عناصر التشويش التي يحتمل أن تتداخل في العملية الاتصالية مما يمكن أن يؤثر في نجاحها .
8. البيئة المحيطة أو الوسط الذي تتم فيه عملية الاتصال: إذ إنه لا يتم في فراغ بل يتم في بيئة اجتماعية وثقافية و اقتصادية وغيرها.
وقد قسم العلماء والباحثون عملية الاتصال، من حيث طريقة الأداء، إلى الأشكال التالية :