كتاب " خانات بلاد الشام " ، تأليف د. لطفي فؤاد لطفي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب خانات بلاد الشام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

خانات بلاد الشام
الفصل الثاني
خانات دمشق
الخانات ضمن السور
أكثر الخانات التي كانت ضمن السور في مدينة دمشق، يعود تاريخها إلى الفترة العثمانية، مما يدل على اهتمامهم بهذا النوع من المنشآت، ومعظمها كان موزعاً في سوق البزورية والحرير والقلبقجية والخياطين وسوق الطويل وبالقرب من الجامع الأموي... وكانت الشوارع التي تقع فيها تلك الخانات، تسمح بمرور الجمال، وهي محملة، وكذلك كانت الأبواب.
وتعددت اختصاصات هذه الخانات، فمنها ما كان للتجارة الخارجية والداخلية ومنها مأوى للتجار الغرباء والمسافرين.
الصورة رقم (6) خان المضيق
يصف لامارتين في كتابه «رحلة إلى الشرق» في المجلد الثاني والصفحة 14، أثناء زيارته لدمشق عام 1832 النشاط في تلك الخانات فيقول «إن التاجر المرموق كان يستأجر غرفة من الغرف العلوية في الخان ليضع فيها بضاعته الثمينة وخُصَّصت الغرف السفلية من الخان لاستخدامها كمستودعات لبضائع التجار... يرى المرء داخل الخان، عدداً من الأشخاص الحمالين الذين يقومون بحمل البضائع ونقلها، مقابل أجر معين. وكانت أجرة نقل الطرد عبارة عن عشر بارات أو أكثر»((41)). أما حراسة الخان فيقع عبئه على آغا الانكشارية، ووجد مراقب يرسل من قبل القاضي، لجمع ما يترتب على البضائع العامة التي تدخل الخان من ضرائب((42)). وهناك الأوضه باشي أو البواب الذي يقيم بشكل دائم داخل الخان في غرفة خاصة، ويقفل باب الخان الرئيسي مع الغروب، وربما يفتح باب الخوخة («باب صغير ضمن الباب الرئيسي») ليلاً.
كان التخصص واضحاً في الخانات، فمنها ما كان لأصحاب حِرفٍ محددة كنسيج الحرير والالاجا، وهي حرفة ملحقة بصناعة النسيج، وبه دواليب للف الخيوط((43)). وأقيم في نصفها الآخر لنسج أصنافٍ أخرى من النسيج. وتفردت بعض الخانات بنزول أبناء بلدة محددة فيها، كخان سليمان باشا الذي دُعي بخان الحماصنة((44)).
صورة رقم (7) خان سليمان باشا/ سوق مدحت باشا ـ دمشق
وكان بعضها الآخر محدّداً لطائفة من الجند دون غيرهم، كخان اللاوند والأكراد((45)). وأطلق على أحد الخانات اسم خان الدالاتية((46)). وكان خان الشهابي في سوق الأقصاب مُعدّاً للقفول الحلبية.
وبعض الخانات كان يستخدم لوضع الحمير التي يؤجرونها مقابل مبلغ من المال.
«... لصيق خان الدواب.. وشرقاً سوق القطن...» ((47)).
كما كانت بعض الخانات مَلْقَى لبنات الهوى((48)). وسميت بعض الخانات بنوع السلعة التي تباع بها أو الحرفة التي تمارس فيها:
خان الحرير، خان الزيت، خان الجبن، خان الرز، خان الدبس، خان الجمرك، خان الجوخية، خان الخياطين، وخان الدكة لبيع الجواري. وبعض الخانات غيرت اختصاصها، إلا أنها حافظت على اسمها: خان العصرونية، خان العمود، خان الزيت، خان الزعفراني، خان السفرجلاني، خان المرادية((49)).