You are here

قراءة كتاب خانات بلاد الشام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خانات بلاد الشام

خانات بلاد الشام

كتاب " خانات بلاد الشام " ، تأليف د. لطفي فؤاد لطفي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

أقدم خان موجود حالياً في دمشق هو خان جقمق((50))، وأقدم خان كان في دمشق فهو دار الضيافة 123هـ/720م وخان أماجور 265هـ/878م.((51))

ترافق نمو الخانات مع النمو الاقتصادي الذي أسهم في ازدياد مساحة الوسط التجاري في المدن العربية، فمثلاً بلغت مساحة الوسط التجاري بين عامي 1516-1918م في حلب 1006 هكتارات بينما كانت خمسة هكتارات في بداية القرن السادس عشر((52)). (المخطط رقم 7).

المخطط رقم (7) الوسط التجاري في حلب بين عامي 1516 - 1918

وفي دمشق فقد قفزت مساحة وسطها التجاري من 212 هكتاراً في مطلع القرن السادس عشر إلى 313 هكتاراً في منتصف القرن التاسع عشر (المخطط رقم 8)، وهذا يشكّل دليلاً على النمو الذي وصلته المدن الرئيسة وخصوصاً الأسواق والخانات التي ازدهرت عمارتها في ذاك الزمن.

مخطط رقم (8) الوسط التجاري في دمشق القرن التاسع عشر

ولقد أورد ميشيل بوجولا 1830-1831 وثيقة تتضمن حال المصانع والمحلات في دمشق في نهاية القرن التاسع عشر((53)) فقال:

«خصص للتجارة 31 خاناً في دمشق ويوجد فيها 129 محلاً للدباغة، 47 منشأة لصنع الأقمشة، 22 منشأة لطباعتها، 75 صباغاً لمختلف أنواع الأقمشة، 120 صباغاً للحرير، 34 منزلاً لحزم الحرير، 748 تاجراً للقماش المسمى الدمشقي، 211 بقالاً، 19 محلاً للقطن المغزول، 68 منزلاً حيث يشذب التبغ، 72 سرّاجاً، 11 تاجراً للخيم، 47 تاجراً للنحاس، 50 تاجراً للحديد، 54 بيطاراً، 70 تاجراً للفراء، 98 تاجراً للبريم وشرائط التحزيم، 140 خبازاً، 58 تاجراً للطحين، 24 تاجراً للحبوب، 123 مقهى، 32 محلاً للسكريات، 129 جزاراً، 124 حلاقاً، 19 صانعاً للأسلحة، 71 خياطاً، 59 حماماً، 6 من الساعاتيين، 6 من مجلدي الكتب، 6 من تجار الورق، 43 متجراً للقساطل، 200 متجر للمناديل، 150 تاجراً للتبغ والقهوة، 4 مصانع للزجاج، 4 معامل للصابون، 143 حائكاً، كما أن عدد الطهاة والشوائين يزيد عن 500».

«يوجد في دمشق كمية كبيرة من الخانات الجديدة، وهي نوعان: النوع الأول يأوي قوافل كاملة في الإسطبلات البدائية أو في وسط الباحة والتي توضع فيها أيضاً الحيوانات الحاملة للبضائع، وفي الطوابق العليا يُقيم المسافرون والجمّالة، أما النوع الثاني فيستخدم للتجارة حصراً وعلى الأخص لتجارة الجملة. يسكن التجار في الحجرات للبيع والشراء، أما الصفقات التجارية الرئيسة فَتُـبْرَم في الغرف التحتانية حيث تُخَزَّن الكميات الأكبر من البضائع. في كثير من الأحيان يُستدعى صاحب الخان من السوق أو من مقهى مجاور، يقوم الضيف بنفسه بربط حيواناته في المكان الذي يجده خالياً ثم ينقل أغراضه إلى الحجرة المخصصة له. تكون الجدران غالباً خالية من أي أثاث، وهي عارية وفي أحسن الأحوال مدهونة باللون الأبيض، أما الأرضية فهي من الحجر وفي أحيانٍ نادرة مغطاة بحصير من القش، يقوم المسافر بفرش ما جلبه معه من سجاد ووسائد في الغرفة، ويتعيّن عليه أن يُحَضِّر طعامه بنفسه ويشتري حاجته من الماء من السقّاء، في المدن الكبيرة تكون الخانات ذات أهمية كبيرة وفي كثير من الأحيان تحتوي على دكان حلاقة ومحلات لشراء المواد الغذائية الضرورية ومقهى((54))».

«في وسط السوق، ينتصب واحد من أجمل معالم الشرق، إنه خان أسعد باشا الذي يجتمع فيه أغنياء التجار الغرباء الذين يجتازون دمشق، وهو بمثابة فندق وبورصة معاً، إن هذا الصرح مشغول بدقة وفخامة، وهو أحد روائع الهندسة المعمارية بالبناء المكلل بثمان قباب تعلوها قبة أكبر من الجميع محمولة على أربع ركائز، والجدران المزينة بألواح من الرخام الأبيض والأسود مرتب بطريقة تناظرية تشبه مربعات الداما، ويضم صالات مجهزة لخزن البضائع، ويتوسط الخان حوض كبير ممتلئ بالماء، تُعْقَل بالقرب منه الخيول العربية والمصرية والفارسية، بينما يكون الرجال السائحون المرتدون الأزياء المتنوعة مشغولين إما بالمساومة مع المشتري وإما جالسين على منصات خشبية مكسوة بالبسط لتدخين النارجيلة((55))».

صورة رقم (9) خان أسعد باشا

«عند الخروج من المدينة (دمشق) عبر الباب المسمّى الباب الشرقي، ترى بقايا كنيسة كان النصارى قد بنوها تكريماً لبولس، وليس فيها سوى برج الجرس لم يزل قائماً بكامله وهو قديم للغاية، على حين استخدم المسلمون ما تبقى خاناً لإيواء المسافرين((56))».

Pages