You are here

قراءة كتاب التفاحة النهرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التفاحة النهرية

التفاحة النهرية

التفاحة النهرية، مجموعة قصصية للكاتب الفلسطيني محمد نفاع، الصادرة عن دار راية للنشر والتوزيع- حيفا، تحمل في طياتها ذكريات طفولة الكاتب من حياة القرويين مؤكدا ان مأساة الترحيل والطرد من البلاد وآلاف المواطنين يمرون من وسط بلده بيت جن في طريقهم الى لبنان ما ز

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
سقطتْ حيفا ومار الياس الحيفاوي!!
 
عاد أبي ومعه عجيبة من العجايب، يروي قصّتها متروّيًا بوقار وهيبة على غير عادة، ويترنّم على وقع حديثه الذي يقول وعُمر السامعين يطول:
 
كنتُ في باب الله التقيت مع زلمة معه دابة عليها حِملٌ مغطى، هيئة الأدمنة على وجه الزلمة. السلام عليكم عليكم السلام، وأعطاني حبة التفاح.
 
_" من شان البرَكة. ادعي لنا بالتسهيل، جاي أبيع حِمل التفاح كانت التفاحة حمراء مخددة مدورة بحجم كوز الرمان اللفّاني، وفي الحال يخيّم سكون خاشع ثقيل مذهول وهم ينظرون الى التفاحة الكبيرة، في بلدنا شجرات تفاح ثمرها مثل زاقول العفص نسرقها كل موسم وندق الورق حنّاء جميلة، وللحنّا مكانة محترمة عندنا،أسمعنا نغني ونردد:
 
جفرا ويا هالربع من هون لعنّا
 
وجمال بنت العرب ومحمّلة حِنّا
 
أو: يا بواب سارة افتح للعذارى
 
حِنّا للمنتظر لحدّ الإسوارة.
 
وفي كل عرس نحنّي إيدينا ويجيء أحد المناحيس من الكبار ويسأل:
 
_ "وين حنّوك؟"
 
فنطلق ذلك الرد وتلك الكلمة اياها تُحمرقُ لها وجوه النساء.
 
ويتناول الناس التفاحة برهبة وتردّد، يقلّبونها بمهابة.
 
_ "عجيبة علم الله"!!
 
_" قدرته عظيمة!! يُطعم على جمرويحرم على نهر".
 
_ "إن قلنا من ثمار الجنة... نكفر- حاشا".
 
صارت حديث الناس، جاءت البلدة تنظر الى هذه العجيبة من حق وحقيق.أصبحت التفاحة من مفاخر بيتنا وحارتنا وبلدنا. لم يكن من السهل عليّ النوم مع التفاحة تحت سقف البيت.
 
لكن لها رهبتها واحترامها. جاء معلّم المدرسة والأولاد، فوقفت أنا بمنتهى المسؤولية والفخر والوقار بجانب أبي والتفاحة. وتمّ الرأي على إخفائها عن عيون الحبالى المتوحّمات، فأخذت على عاتقي نقل هذا الأمر لكل أنثى في البلد من العجوز حتى البنت الشلفوحة.
 
_" إذا حبلى ممنوع تشوفيها !!"
 
البعض يضحك والبعض ينهر ويستحي، ووقفتُ حارسًا أمينًا ضد الأولاد وضد الخطر الداهم منهم، فأنا أعرفهم واحدًا واحدًا. وزيادة في الحيطة والحذر كان أبي يسترها في البيت، يخبئها بين ملابس الخَطرة وكتاب الدين وكيس الوصايا وكواشين الأرض ونُصّية الراحة وعلبة السكّر شُقف.ومفتاح السبت في زنار أمي، وأخي رفيق يضع ملابسه في السبت عند التفاحة ورائحتها الشذيّة ودائما في جيبه قصفة حبق او طبوق بنفسج وورقة مسك.
 
وفي المدرسة يسألني الأولاد إن كنا أكلنا التفاحة ؟

Pages