التفاحة النهرية، مجموعة قصصية للكاتب الفلسطيني محمد نفاع، الصادرة عن دار راية للنشر والتوزيع- حيفا، تحمل في طياتها ذكريات طفولة الكاتب من حياة القرويين مؤكدا ان مأساة الترحيل والطرد من البلاد وآلاف المواطنين يمرون من وسط بلده بيت جن في طريقهم الى لبنان ما ز
You are here
قراءة كتاب التفاحة النهرية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
_ " تنسو!! كيف ؟"
يتمشى على شاطئ البحر ونام هناك ليفيق في الليل ويج شط البحر منيرًا مشعًّا بالكثير من الجواهر الكبيرة فحمد الله وملأ جرابه منها فاتسع لست جواهر عضيمة جاء ونعفها أمام الملك الذي أعجب أشد العجب وقال للعابد ستتزوج ابنتي، فأنت رجل أغنى مني.
رفض العابد هذا الطلب، فكشّرتُ أنا ولُمتُ سيدنا ابراهيم بن أدهم أشد اللوم على رفض هضه النعمة أن بنات الملوك والسلاطين شلبيات.
وبعد أن دبّ في التفاحة التجعّد والنشاف قررنا أن نشقحها ونأكلها ليلة العيد. وكان على العيد أن يأتي بعد غياب طويل.
سمعت الغاغة فجأة كالعاصفة، والريح الشرقية تزمجر بعنف وقسوة، ومن جوف الليل اندفعت طلقات بارود، كثير من النار في البعد الغربي. هبّ أبي من الفراش. وأمي مسكت رأسها واستنجدت بكل الأنبياء والصالحين، أخي رفيق هناك برا البيت والبلد وصار للطلقات دوي مخيف تردده الوعور والجبال السوداء والأودية المعتمة. أصوات متدحرجة ممطوطة وأخرى قصيرة مبتورة. خفتُ من الف مجهول، من الريح والليل والنار.
أحضروا أخي ملفوفًا في حرام، وخصلة من شعره ملتصقة بالجبين، أمي تشهق وتغفّ عليه ودموعها على عرض وجهها. والشباب يبكون ويندبون وينتخون بالبواريد.
_ "استشهد عند البحر امبارح".
غسلوا أخي رفيق ومددوه على الفراش، وارتفعت موجه عالية من البكاء والنخوات بالبنادق حوله. كانت بارودته على جنبه، على فراش الموت. شهقت أمي وأنا أطول حبّة التفاح المنكمشة الحمراء وأضعها بجانب خد أخي رفيق المصفرّ لتروح معه.
_ "كان يستحلي ريحتها يا يمّه !!
في رأسي دوار، وأنفاسي تضيق، وأحسّ أن بارودة أخي رفيق تتحرك نحوي، وأنا...