كتاب " شعاع من السيرة النبوية في العهد المكي " ، تأليف د . راجح عبد الحميد كردي ، والذي صدر عن دار المأمون للنشر والتوزيع عام 2014 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
You are here
قراءة كتاب شعاع من السيرة النبوية في العهد المكي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

شعاع من السيرة النبوية في العهد المكي
ثانياً: إن بعض هؤلاء ممن يمكن أن يظنهم بعض الدارسين بأنهم منصفون في تحليلهم لبعض الوقائع في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام واعترافهم ببعض الحقائق، لا يعدو هذا التحليل والاعتراف أن يكون نقطة في بحر من اللجاج والتمويه والتشكيك؛ لأنهم لو صدقوا في بحثهم العلمي وموضوعيتهم لصدقوا في النظر إلى سائر الوقائع، ولأوصلهم ذلك الاعتراف والإنصاف لأن يكونوا منصفين مع أنفسهم في الإيمان بحقيقة هذا النبي الذي يدرسون سيرته، والالتزام بهذه الحقيقة، مع العلم أنه لا ينقصهم العلم بصحة ما توصلوا إليه من أدوات التحقيق وطرائق البحث، لتفاصيل حياته ( وللتاريخ الإسلامي كله، بل لم يصل كبارهم إلى مرحلة دس السم في الدسم إلا بعد أن تعدى مرحلة التعرف على كافة جوانب هذه السيرة. لذا نجد "جون ديو بورث" يكتب كتاباً باللغة الإنجليزية سنة (1870) عنوانه اعتذار من محمد والقرآن، والذييقرأه يخيل إليه أنه كتبه بنزعة الإخلاص والإنصاف، ويقول في مقدمته:" لا ريب أنه لا يوجد في الفاتحين والمشرعين والذين سنّوا السنن من يعرف الناس حياته وأحواله بأكثر تفصيل وأشمل بيان مما يعرفون من سيرة محمدعليه الصلاة والسلاموأحواله"(4).
بينما نجد "ريورند باسورث سميث" عضو كلية التثليث في أكسفورد سنة(1874)، يلقي محاضرات عن "محمد والمحمدية" في الجمعية الملكية لبريطانيا العظمى، طبعت فيما بعد كتاباً. وبعد أن فند الجهل في ديانات بوذا وكونفوشيوس وزاردشت، والغموض في حياة المسيح عليه السلام وأصحابه وحوارييه وفي تدرج رسالته الروحية في الظهور، وقلة ما يمكن العلم به عن موسى عليه السلام، من خلال سيرهم بين أيدي معتنقي دياناتهم يأتي للإسلام فيقول:" أما الإسلام فأمره واضح كله، ليس فيه سر مكتوم عند أحد، ولا غمة يَنْبَهم أمرها على التاريخ، ففي أيدي الناس تاريخه الصحيح، وهم يعلمون من أمر محمدعليه الصلاة والسلامكالذي يعلمونه من أمر لوثر وجلفن، وإنك لا تجد فيما كتبه المؤرخون الأولون، أساطير ولا أوهاماً ولا مستحيلات، وإذا عرض لك طرف من ذلك أمكنك تمييزه عن الحقائق التاريخية الراهنة، فليس لأحد هنا أن يخدع نفسه أو يخدع غيره. والأمر كله واضح وضوح النهار، كأنه الشمس رأد الضحى يتبين تحت أشعة نورها كل شيء"(5) .