كتاب " التعلم المدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني " ، تأليف د.مفيد احمد ابو موسى و
You are here
قراءة كتاب التعلم المدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

التعلم المدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني
علما بأنه يوجد هناك نماذج أخرى مثل: نموذج (Peterson,1988) ونموذج (Leinhard,1985) ونموذج (Elbaz,1983)، (Grossman,1990)، ومن خلال مراجعة تلك النماذج فإنه يمكن القول أن كل نموذج يزودنا برؤية وبصيرة جديدة لتعريف " معرفة المعلم " وتزودنا بطرق جديدة للتفكير حولها، إن ما قام به شولمان (Shulman) وبيترسون (Peterson) (كل على حده مع اعتماد بيترسون على شولمان) هو طريقة لتصنيف معرفة المعلم ووصفها بعديدة الأبعاد، وركزا على أهمية المحتوى الذي يجب تدريسه كجزء أساسي من معرفة المعلم، كما ركزا على أهمية معرفة المعلم لإدراكات المتعلمين حول المادة التعليمية ، ولعل أهم معرفة بحثها شولمان ما عرف بالمعرفة البيداغوجية للمحتوى Pedagogical Content Knowledge (PCK) التي تشمل أفضل أشكال التمثيل للأفكار المتضمنة في المحتوى، وأقوى التناظرات (analogies)،والشروح، والأمثلة، والتوضيحات، أي أنها تشمل طرق عرض المادة، وإعادة تشكيل المادة التعليمية بصورة تجعلها قابلة للفهم عند الآخرين، كما تتضمن فهما للأمور التي تجعل تعلم موضوع ما سهلا أو صعبا. ومثال ذلك أن يعرف المعلم الكيفية التي يعرض بها مفهوم الكسر بطريقة تجعل الطلبة يدركون معنى البسط والمقام، كما تتضمن معرفة المعلم بطرق تفكير الطلبة في مجال رياضي محدد، كأن يعرف طريقة تفكير الطلبة بالاقتران الرياضي. إن المعرفة المهمة للمعلم تكمن في منطقة التقاطع بين المحتوى والبيداغوجيا وفي قدرة المعلم على نقل المحتوى المعرفي والأفكار الواردة خلاله باستخدام البيداغوجيا إلى شكل يمكن تكيفيه لمستوى الطلبة وإداركاتهم ومفاهيمهم السابقة. أما ما قامت به لينهارد (Leinhard) فهو التركيز على معرفة المحتوى الرياضي وقد أعطته أهمية كبرى، ولاحظت أن الفرق الأساسي بين المعلم الحاذق (Expert) والمعلم المبتدئ (Novice) هو في معرفة المحتوى المعرفي، فالخبير ذو معرفة منظمة هرمية، ويمتلك أنظمة متعددة لتقديم المادة المعرفية، ولديه القدرة على تقديم معرفة مفاهيمية وإجرائية مفصلة، بينما لا يمتاز المعلم حديث الخبرة بمثل هذه المميزات، أما نموذج إلباز (Elbaz) فقد ركز على فكرة دينامية المعرفة وتطورها وأن هذه المعرفة مستمدة من الممارسة الفعلية المتجددة للتدريس، إن الدمج بين النماذج سيثري المعرفة الشخصية العملية ويزودنا بإطار للاستمرارية في تأطير وقياس المعرفة الموقفية للمعلم .
إن مفهوم الـ (PCK) الذي أطلقه شولمان عام 1986 أوجد لغة تقنية للتربويين للحديث بها، فهذا المصطلح يشير إلى أن معرفة المعلم منوعة ومتداخلة وتتضمن العديد من المعارف هي: معرفة المعلم بالمحتوى المعرفي لموضوع معين، ومعرفة الطرق الفعالة في عرض ذلك الموضوع لجعله سهلا على الطلبة، وبصيرة بالإشكاليات التي تواجه الطلبة في ذلك الموضوع وخبرة بما يحضره الطلبة معهم من أفكار حول الموضوع وذلك من خلال تكرار تدريس الموضوع نفس للطلبة (Alagic & Langrall & Aikins,1999 ).
خلاصة:
يمكن القول أن هناك نظرتان أساسيتان لمهنة التدريس أولاهما تلك النظرة التي ترى أن المعلم ناقل للمعرفة وموصل للمعلومة وبذلك يجب أن يتسلح المعلم بالمعلومة فقط ويعمل على إلقاءها ونقلها بأيسر وأقصر الطرق للطلبة، وأن عمله في الميدان التربوي كفيل بصقل موهبته في نقل المعرفة. ولعل هذه النظرة تنظر لمهنة التعليم على أنها صنعة (Craft) وليس عملا محترفا يحتاج إلى مهنية عالية ومهارات عقلية عليا. فلا فرق في هذه النظرة بين الصانع الحرفي والمعلم.
في حين أن النظرة الثانية تنظر للمعلم على أنه محترف (professional) وصانع قرار ومتميز في عمله، وبهذا لا يمكن النظر إلى دور المعلم على أنه ناقل للمعرفة فقط، بل المهمة الأساسية للمعلم تكمن في خلق البيئة والجو المناسب للتفاعل الفاعل الذي يؤدي إلى التعلم وتغيير السلوك عند المتعلمين.