كتاب " أنساق التماثل في الشعر العربي المعاصر " ، تأليف د.
You are here
قراءة كتاب أنساق التماثل في الشعر العربي المعاصر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
إن علم البيان يكشف عن مجموعة أساليب كالتشبيه، والاستعارة، والمجاز المرسل، ولكن لا بد من وصف المبدأ الأساسي لهذه الصور وإبراز عناصرها التكوينية وتحديد قيمتها وفاعليتها([8]). فقد شكا بيير جيرو من كثرة الدراسات البلاغية التي تفتقر إلى نظرة خاصة بهذه الأساليب. ([9])
وإذا كان من الأسس المنهجية في الدراسة الأسلوبية إعطاء الأولوية للعلاقات المتعددة التي تربط بين الأشياء وتنظم العناصر على تباعدها فتكون منها أنظمة متماسكة([10])، فإن خير تناول لهذا المستوى هو ما قام على دراسة العلاقات بين الدال والمدلول، ومن أهم هذه العلاقات العلاقة الذهنية.التي تشكل الصورة التشبيهية جزءا أساسيا من مكوناتها.
تسود العلاقة الذهنية في الاستقراء، والاستنباط، والاستدعاء وحين تتحد هذه العلاقة بالعلاقة العرفية - وهي علاقة اعتباطية بين الدال والمدلول تعارف عليها الناس - ينشأ المعنى العلمي مع الاستقراء والاستنباط، أو المعنى الأدبي مع الاستدعاء والمنطق الطبيعي المادي([11]).
وقد اختار البلاغيون من قبيل العلاقات الذهنية العلاقات التصورية وقسموها إلى مشابهة وغير مشابهة، فمن علاقات المشابهة التشبيه بأنواعه والاستعارات المختلفة، وتربط هذه العلاقة بين أمرين ربطا غير بديهي، فالجامع بين الطرفين ليس مبتذلا للحواس، ويحتاج استحضاره إلى قدر من التغلغل تحت الأسطح الحسية للأشياء ومن ثم يصبح الكشف عنها عملا فنيا. ومن علاقات غير المشابهة الكنايات والتورية والمجاز المرسل بعلاقاته المتعددة([12]).
وقد اتبع الطرابلسي في دراسته لشعر شوقي هذا التقسيم حيث وزع مختلف الصور على قطبين عامين يمثلان نوعي العلاقات الرئيسيين اللذين نجدهما بين الصور وهما: علاقات التشابه وعلاقات التداعي.
وعلاقات التماثل الدلالي هي علاقات تعني التقارب بين الموصوف والصورة الواصفة رغم انفصالهما في الأصل لوجود داع يسمح بوضعهما على صعيد واحد، فالتماثل الدلالي مبني على التقريب بين نظامين مستقلين متشابهين، وفي هذه الحال يقوم المرسل بعملية التأليف، ويعمل المرسل إليه على التحليل، وتستلزم عملية التأليف تجربة واسعة حتى يتسنى إخراج أزواج من الحقائق الموصوفة والصور الواصفة لا تكاد تقترن حتى تنطق([13]). وتتمثل هذه العلاقات في التشبيه والاستعارة.
أما مدونة الدراسة فتتمثل في ديوان " أغنيات للصمت " للشاعر عبد الرحيم عمر، الذي يعد أحد رواد مدرسة الشعر الحديث البارزين في الأردن، وقد أسهم بنصيب وافر في حركة التجديد الشعري شكلا ومضمونا([14])، وحظي شعره ببعض الدراسات النقدية التي تكاد تغفل البعد الأسلوبي للغته الشعرية وبخاصة في الإطار الذي حدد لهذه الدراسة([15]).