كتاب " أنساق التماثل في الشعر العربي المعاصر " ، تأليف د.
You are here
قراءة كتاب أنساق التماثل في الشعر العربي المعاصر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ركنا التشبيه:
لم يقتصر تفريق البلاغيين بين التشبيهات على أساس اشتمالها على أداة التشبيه ووجه الشبه، فقد لاحظ ابن الأثير أن كلا من المشبه والمشبه به يأتي مفرداً أو مركبا، وعلى هذا الأساس يمكن التفريق بين أربعة أنواع من التشبيهات([27]) وهي:
1- تشبيه مفرد بمفرد: أي تشبيه شيء واحد بشيء واحد
2- تشبيه مركب بمركب: أي تشبيه شيئين اثنين بشيئين اثنين
3- تشبيه مفرد بمركب: أي تشبيه شيء واحد بشيئين اثنين.
4- تشبيه مركب بمفرد: وقد ذكر ابن الأثير أنه قليل الاستعمال([28])
لاحظ البلاغيون كذلك أن كون المشبه أو المشبه به مركبا يستلزم بالضرورة أن يكون وجه الشبه مركبا كذلك، وقد خصوا هذا النوع باسم التشبيه التمثيلي، وقد عرفه عبد القاهر الجرجاني بقوله: "هو التشبيه المنتزع من مجموع أمور، والذي لا يحصله لك إلا جملة من الكلام أو أكثر".([29]) ويستخلص من تعريف ابن رشيق للتشبيه أنه يفرق بين نوعين رئيسيين منه هما ما كان فيه وجه الشبه أمرا واحدا، وما كان فيه وجه الشبه غير واحد فالتشبيه "صفة الشيء بما قاربه وشاكله من جهة واحدة أو جهات كثيرة لا من جميع جهاته".([30])
ذهب عبد القاهر الجرجاني إلى أن التشبيهات تختلف منازلها في الفضل على قدر استنفاد التفاصيل واستقصائها([31]) ولذا فهو يفضل التشبيه التمثيلي على سائر التشبيهات، إلا أن المزية تقع في طريقة إثبات المعنى دون المعنى نفسه([32]). ويتميز هذا النوع بشيء من العمق ويقدم تحليلاً واسعا على خلاف التشبيه البسيط([33]).
لقد تنوعت التشبيهات في ديوان شاعرنا فجاءت على الصور التالية:
أولا: تشبيه مفرد بمفرد: كقوله:
1. تسطو كالنسور
2. أسرابا من الأشباح
3. الليل يا مولاي جسر المدلجين
4. الموت مهر للحياة
5. حلمك شعر
6. دناهم ظلام
7. وقبر أعدوه جسر مصيرِ
8. جهد لياليك شعر
9. بحر دمي
10. هذي البئر تابوت الردى
11. ولنعش في أرضنا كالغرباء
12. أنت غصن يعشق الماء
13. حصادها الجفاف
14. نألف الخشوع تمائما
15. ووجهك الأصم ... برودة
16. ووجهك ... وجه جبان حطم الفريسة
17. فنجمتنا نيزك تائه
18. دنيا حكايا
19. وجنى الأيدي من الوادي لهاث وادكارات ...
20. ناسها بعض التماثيل بلا حس
21. غير أني كغريب في المدينة
22. عيناك ... كالربيع فيهما ... خضرة
23. وفيهما طفاوة ... رحيبة كأنها المدى
24. عميقة كأنها الزمان
25. ودمعة ... كحبة الندى
26. كأنما أيديهم صارت يدا
27. لجج من الأهواء
28. لجج من الأحباب
29. وأنا ليلي آلام وغصات
30. كان يذوي مثل شمعة
31. فلقد بيعت كسلعة
32. وأنا ليلي آلام ثقيلة
33. خيط من سنى
34. الشوق في جنبي إعصار
35. وألملم الآمال أنسجها دروعا
36. أستار حب
37. صفحة ... كأنها ... قصة الوجود
38. أغنية ... تشيع كالمساء يجلل المسارب البعيدة
39. كأنما ساعاته تجيش بالألم
40. فتارة كأنه الحبور
41. شتات أسراره
42. عرائس الأمل
ثانيا: تشبيه مركب بمركب: كقوله:
1. خلفته قسوة الأيام في بحر دمي مرساة حسرة
2. كأنما بحاره الجوال قد رسا في دارنا بقية العمر
3. فبيتنا لا يعرف الفرح كأنما في قبوه مآذن التتار
ثالثا: تشبيه مفرد بمركب: كقوله:
1. أيام مسراك لم تكن إلا مخاض الوهلة البلهاء في فك ..
2. ووجهك .. كأنما لم يبصر الديار يحرقها لهيبها
3. الطريق موحشة ... كأنها ما ضمت النهار
4. كنت فيها كنبي راح وسط التيه يدعو للعبادة
5. أحببتها كما يحب الناس في بلادنا الكتومة
6. وتركته كالقلب يخفق للوداع
7. صرخاتهم شعل الأمان على الدروب الخائفة
8. إنا كالشظايا فوق أرض المعركة
9. كحنين زاجلتين تحترقان شوقا للمعاد
10. فالفارس الغيور ...كأنما صدئت أجفانه من الكرى
11. كأنما حياته قصيدة ينشدها الأميرة السعيدة
12. عمره وتر توقع الأيام فيه لحنها
13. وتارة كأنه العويل تجوح فيه أشأم النذر
14. فأشواقي ... كمن يركض بالبشرى
15. حلوتي كطائر غريب يمضي بلا دليل محيرا
رابعا: تشبيه مركب بمفرد: كقوله:
غير أن الريح والرمل ... عثرات.
ولكن ما حجم كل نوع من الأنواع السابقة في الديوان ؟ عند العودة إلى ديوان " أغنيات للصمت " نلاحظ أنه قد بلغت صور التشبيه ذات ركني التشبيه مفرد بمفرد اثنتين وأربعين صورة أي ما نسبته 68.8 %.وأن صور التشبيه ذات ركني التشبيه مفرد بمركب قد بلغت خمس عشرة صورة أي ما نسبته 24.5 %. وأن صور التشبيه ذات ركني التشبيه مركب بمركب قد بلغت ثلاث صور أي ما نسبته 5 %.وأن صور التشبيه ذات ركني التشبيه مركب بمفرد صورة واحدة أي ما نسبته 1.7%.