كتاب " ظاهرة الترخيم في الدرس اللغوي " ، تأليف د.
You are here
قراءة كتاب ظاهرة الترخيم في الدرس اللغوي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المبحث الأول :مفهوم الترخيم
أوردتْ معاجمُ اللغة عدّة معانٍ لمادة (رَخَم) جاء فيها:
"رَخَمَ الكلامُ والصوتُ رَخْماً، ورَخم رَخامة، فهو رَخِم: لانَ وسَهُل. وأرْخَمت النعامةُ والدجاجة على بيضها، ورَخَمتْهُ: حضنته. ورَخّم الشّيء: سهلّه وليّنه. ورَخِمت المرأةُ ولدَها تَرْخَمُه: لاعبته. وألقت عليه رَخْمَها ورَخْمَتْها: أي عطفتها، قال أبو النَّجْم:
مُدلّل يَشْتُمنا ونَرْخَمُه
أطيب شيْ نَسْمُهُ ومَلْثَمُه!
والرَّخَم: المحبة والإشفاق. والرَّخيم: الحسَن الكلام. ورجل رَخِم: أي ضعيف الصوت، وكلام رَخِم: أي رقيق. والرَّخامَة: لين حسن في منطق النساء. ورَخُمَت الجارية فهي رخيمة الصوت، إذا كانت سهلة النطق، قال قيس بن ذريح:
رَبْعاً لواضحةِ الجبين عزيرةٍ
كالشمسِ إذا طلعتْ رَخيم المنطقِ!
والرُّخام حجر أبيض سهل رخو. والرُّخامى: الرّيح اللينة.([7])
والترخيم هو ترقيق الصوت، وقد استشهد النحاة بقول ذي الرّمة:
لها بَشَر مثل الحرير ومَنْطِقٌ
رخيمُ الحواشي: لا هُراء ولا نَزْرُ ([8])
أي رقيق الحواشي. والبَشَر: ظاهر الجلد. والمنطق: الكلام. والهُراء: الكثير غير المفيد. النّزر: القليل. والمعنى: يصفُها بنعومة الجلد وملاسته، وبعذوبة كلامها، وبرقّة حديثها، فلا هو بالكثير المُمل، ولا بالقليل المُخلّ. ([9])
وقد حكى الأصمعي أنَّ الخليل الفراهيدي أخذ عنه معنى الترخيم فقال: "أخذ عني الخليل معنى الترخيم، وذلك أنّه لقيني فقال لي: ما تسمّي العرب السّــهل من الكلام؟ فقلت له: العرب تقول: جارية رخيمة إذا كانت سهلة المنطق. فعمل باب الترخــيم على هذا".([10])
ونجد من خلال ما أوردته معاجم اللغة عن مادة (رخم) أنها تعني:
الليونة، والسّهولة والرخاوة، والرقة والضّعف، والحسن والعذوبة، كما أنَّ كلّ ما اشتق من مادة (رخم) يدلّ على التسهيل والتليين: فالريح اللينة تسمى: (الرّخامى)، والحجر الأبيض السّهل الرخو يسمّى (الرّخام)، والكلام الحسن أو الرقيق، أو الصّوت العَذْب يسمى: (الترخيم)، وحَضْن النعامة أو الدجاجة بيضها يسمى (الترخيم) لما فيه من المحبة والليونة.