You are here

قراءة كتاب ظاهرة الترخيم في الدرس اللغوي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ظاهرة الترخيم في الدرس اللغوي

ظاهرة الترخيم في الدرس اللغوي

كتاب " ظاهرة الترخيم في الدرس اللغوي " ، تأليف د.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

وملاعبة المرأة ولدها تسمى (الترخيم)، لما فيها من الحبّ والرحمة، والعطف ودفء العاطفة، وما يصاحبها من الغناء والرقص والمناغاة.

وقد كان العرب يستحبّون الصوت العذب، والكلامَ الحسَن بما فطروا عليه من سلامة السليقة، وحبّ الفصاحة، وعذوبة النطق، وكانوا يستمتعون أيّما استمتاع بإنشاد الشعراء في الأسواق الأدبية، وكان من بين هؤلاء الشّعراء أعشى قيس الذي لُقّب (بصنّاجة العرب) لروعة إنشاده، ورخامة صوته، وصلاحية شعره للتغنّي به.

والصّوت الحسن الرّخيم مُحبّب في الإسلام، وقد وردت أحاديث نبوية تحثّ على وجوب تحسين الصوت بالقرآن:

- عن أبي موسى رضي الله عنه أنَّ النبي ﷺ قال له: "يا أبا موسى، لقد أوتيتَ مزماراً من مزامير آل داود".([11]) ذلك لجمال صوته في ترتيل القران وتجويده.

- وجاء في الحديث الصحيح: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغّنى بالقـرآن"([12]). وجاء أيضاً: "زيّنوا القرآن بأصواتكم". ([13])

- وفي حديث مالك بن دينار: "بلغنا أنَّ الله تبارك وتعالى يقولُ لداود يومَ القيامة يا داود، مجّدني بذلك الصوت الحَسن الرَخيم". وهو الرقيق الشّجي الطيّب النغمة.

العلاقة بين الترخيم اللغوي والترخيم الاصطلاحي

ثمة علاقة جلية بين الترخيم اللغوي والترخيم الاصطلاحي أشار إليها ابن منظور بقوله: "الترخيم: التليين، ومنه الترخيم في الأسماء؛ لأنهم إنما يحذفون أواخرها؛ ليسهلوا النطق بها. وقيل: الترخيم: الحذف، ومنه ترخيم الاسم في النداء، وهو أنْ يُحذف من آخره حرف، أو أكثر، كقولك إذا ناديتَ مالكاً: يا مالِ. سمّي ترخيماً لتليين المنادى صوته بحذف الحرف.([14])

وورد في شرح الجمل الكبرى لابن هشام الأنصاري ما يفسّر هذه العلاقة: "معنى الترخيم الرقة والحلاوة، يقال: جارية رخيمة الكلام، إذا كان كلامُها رقيقاً حلواً مختصراً سهلاً، فلذلك سمّي الاسم المنادى إذا حذفتَ منه آخره حتى خفّ وحلا ترخيماً. ([15])

ويظهر من كلام ابن منظور وابن هشام الأنصاري أنَّ علاقة الترخيم اللغوي بالترخيم الاصطلاحي تقومُ على أساس أنّ من معاني الترخيم اللغوي:

- التليين، وترخيم الأسماء غايته تسهيل النطق بها وتليينها.

- الحذف، وترخيم الأسماء يقوم على حذف آخرها، وتليين المنادي صوته لهذا الحذف.

- الرقة والحلاوة، وترخيم الأسماء فيه تخفيف لترقّ على اللسان، وتحلو في السمع بعد حسن الاختصار، ودقة الاختزال.

الترخيم في اصطلاح النحاة:

تناولَ عدد من النحاة باب الترخيم، وعرّفوه تعريفات متعددة، ومن أبرز هؤلاء:

سيبويه (180هـ): يقول: "حذف أواخر الأسماء المفردة تخفيفاً، كما حذفوا غير ذلك من كلامهم تخفيفاً".([16])

ابن السّراج (316 هـ): "الترخيم حذف أواخر الأسماء المفردة الأعلام تحفيفاً، ولا يكون ذلك إلا في النداء، إلا أن يُضطر شاعر". ([17])

الزَّجاجي (340 هـ): " الترخيم: حذف أواخر الأسماء الأعلام في النداء خاصة تخفيفاً" ([18]) .

ابن جنّي ( 392 هـ): "الترخيم: حذف يلحق أواخر الأسماء المضمومة في النداء تخفيفاً".([19])

الصيمري ( من نحاة ق4 هـ ): " اعلم أنَّ الترخيم: حذف أواخر الأسماء الأعلام المفردة، ولا يكون إلا في النداء؛ لأنه موضع تغيير إلا أن يضطر شاعر، فيرخم في غير النداء".( [20])

عبد القاهر الجرجاني (471 هـ): "الترخيم: حذف أواخر الأسماء المفردة المعرّفة في النداء".([21])

الزمخشري (538 هـ): "الترخيم حذف في آخر الاسم على سبيل الاعتباط.([22]) أي من غير علة مُوجبة من قولهم: اعتبط البعير: إذا مات من غير علة". ([23])

ابن الدّهان (569 هـ): "حذف أواخر الأسماء المعرفة العَلمية المبنية الزائدة على ثلاثة أحرف". ([24])

ابن مالك (672 هـ): الترخيم عند ابن مالك هو حذف آخر المنادى كما جاء في ألفيته:

"ترخيما احذف آخرَ المنادى

كيا "سُعا" فيمَنْ دعا سُعادا"([25])

ابن عقيل (769 هـ): "الترخيم: حذف أواخر الكلم في النداء نحو: يا "سُعا".([26])

الفرخان ( منتصف ق 7 هـ ): "الترخيم أن يسقط من آخر المنادى إذا كان علماً غير مضاف وعلى أكثر من ثلاثة أحرف، وأكثر ما يكون الترخيم في الأسماء الغالبة التي يكثر استعمالها" ([27]).

ابن هشام الأنصاري (761 هـ): "حذف آخر المنادى تخفيفاً". ([28])

ويعرّفه أيضاً بقوله: "حذف أعجاز المناديات لغير علة، وهذه تسمية قديمة".([29])

الجرجاني (816 هـ ): "الترخيم: حذف آخر الاسم تخفيفاً".([30])

السيوطي (911 هـ): "الترخيم: حذف آخر الاسم باطراد".([31])

الأشموني (929 هـ): "حذف بعض الكلمة على وجه مخصوص".([32])

الفاكهي (972هـ): "حذف بعض كلمة حقيقة كان ذلك البعض، أو مجازاً على وجه مخصوص"([33]) .

خالد الأزهري (905 هـأ): "حذف بعض الكلمة على وجه مخصوص".([34])

المقارنة بين تعريفات الترخيم:

من خلال المقارنة بين تعريفات الترخيم المتعددة يمكننا أن نستخلص أنها تتفق في الأمور التالية:

1- تأكيد النحاة أنّ معنى الترخيم الاصطلاحي هو الحذف، أي: حذف حرف، أو حرفين، أو كلمة برأسها، أو كلمة وحرف. ولذا بدأت كل التعريفات بكلمة حذف عند جميع النحاة.

2- أنه حذف في أواخر الأسماء؛ لأن الحذف إن كان في غير أواخر الأسماء، فلا يسمّى ترخيماً عند النحاة، ولهذا أجمعت التعريفات على أنَّ الترخيم هو: (حذف أواخر الأسماء).

3- أنّ هذا الحذف في أواخر الأسماء يكون من غير علة موجبة للحذف كما نرى في تعريف الزمخشري، وابن هشام الأنصاري.

4- أنَّ هذا الحذف للترخيم يكون على وجه مخصوص، وشروط معينة أسهب في شرحها النحاة.

5- أنّ غرض الترخيم الأساسي هو التخفيف، كما ورد في جميع تعريفات النحاة.

6- أنّ لفظة الترخيم تختصّ بالنداء بمجرد سماعها؛ وذلك لكثرته في كلام العرب، ولقلة ترخيم الضرورة، وترخيم التصغير، وقد نصّ النحاة على أنّ الترخيم هو حذف آخر المنادى.

Pages