كتاب " الصهيونية ..
You are here
قراءة كتاب الصهيونية .. النظرية والتطبيق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حدث التحول الفكري عام 1896، وفي مذكراته، يتحدث دافيد بن غوريون، عن اليوم الذي علم فيه أبناء بلدته "بلونسك"نبأ نشر كتاب "دولة اليهود" (لثيودور هرتسل)، فيقول : "لقد طرنا فرحا لدى سماعنا النبأ، فقد علمنا فجأة بقدوم المسيح: "إنه رجل حسن المظهر، متوقد العينين، ذو لحية سوداء- (ثيودور هرتسل)، سيقود شعب إسرائيل، إلى أرض الآباء".
وبعد مرور سنوات عديدة، قال بن غوريون، في اجتماع خاص، عقد عام 1947بمناسبة مرور (50) عاما على المؤتمر الصهيوني الأول: "لقد أعيدت في هذا المؤتمر نشأة الشعب اليهودي، الذي يدرك حقيقة كونه شعبا، ويعلن رغبته في أن يكون كبقية الشعوب، مستقلا في وطنه".
لم تتجاوز الفترة الفاصلة بين نشر كتاب "دولة اليهود"، وعقد المؤتمر الصهيوني في بازل، بسويسرا، عاما ونصف العام، كانت حافلة بالعمل المضني غير العادي، إلى أن أعلن الزعيم الصهيوني هرتسل مقولته: "في بازل أسست دولة اليهود".
الصهيونية (الكلمة والمصطلح):
للوهلة الأولى، تبدو كلمة "صهيونية" مشتقة من كلمة "صهيون"، لكنها في حقيقة الأمر، ليست كلمة عبرية، وإنما هي مترجمة عن الألمانية.
وقد استخدم الدكتور (نتان بيرنبويم) المصطلح، للمرة الأولى، في الصحيفة الوطنية الصهيونية الأولى في ألمانيا.
لم يكن من السهل "أقلمة" الكلمةمع العبرية، وهناك أمثلة كثيرة تثبت مدى صعوبة استيعاب هذه الكلمة في اللغة العبرية، لا سيما، عبرية أواخر القرن الماضي، التي كانت جذرية ومتعددة المصادر من كافة شرائح المجتمع، بيد أن الأهم من ذلك، هو تطور المعنى على صعيد اللغتين الألمانية والعبرية، ففي البداية أطلقت كلمة "صهيونية" على الحركة الوطنية، أو حركة (محبة صهيون)، ثم بدأت الصهيونية تظهر شيئا فشيئا كحركة سياسية اتسمت بالضبابية بداية. وقد حدث التحول مع ظهور هرتسل، وعلى الأخص مع عقد المؤتمر الصهيوني الأول، الذي كان يهدف إلى إبراز حركة "محبة صهيون" على الساحة السياسية، غير أن الفكرة لم تحظ برضى الكثير من نشطاء الحركة، الذين أعلنوا رغبتهم في مواصلة العمل في إطار مشاريع استيطانية، دون هدف سياسي، على المديين القريب والبعيد، وقد رأى هرتسل أن الفرصة لاحت أمامه للتمييز بين حركته وحركة "محبة صهيون"، من خلال إدخال معنى جديد لمصطلح "الصهيونية"، والقول بأنها حركة سياسية تتطلع إلى "خلق مأوى آمن من خلال حكم معلن لشعب إسرائيل في (أرض-إسرائيل).
ومنذ ذلك الحين، ونحن نفرق بين حركة "محبة صهيون"، والصهيونية السياسية. ومع مرور الأيام، أدخلت إضافات جديدة مثل "الصهيونية المركبة" التي وضعها وايزمان، "الصهيونية التطبيقية"، وغيرها.
وقد وصف هرتسل الصهيونية فقال: "الصهيونية ليست حزبا، إذ يمكن الوصول إليها من جميع الأحزاب، لأنها شاملة لجميع الأحزاب في حياة الشعب، الصهيونية هي الشعب اليهودي، الآخذ في التبلور".
"المؤلف"