كتاب " الصهيونية ..
You are here
قراءة كتاب الصهيونية .. النظرية والتطبيق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الفصل الأول
للبداية..التعثر والتصميم
في أحد أيام شباط من عام 1896، وصل (يعقوب هرتسل)، إلى منزل نجله، الدكتور (ثيودور هرتسل)، وأخبره أن كتابه "دولة اليهود"، الذي يحاول فيه إيجاد حل "عصري" للمشكلة اليهودية القائمة، قد عرض في الأسواق.
غير أن هذا الكتاب، الذي يرى البعض في صدوره، نقطة تحول في تاريخ الشعب اليهودي، قوبل آنذاك ببرود شديد، وقد وصفه الأديب (ستيفان تسفيغ) بأنه محض هراء وطرح أحمق.
كان رفض كبار المؤلفين والأدباء لهذا الكتاب، بمثابة ضربة قوية لهرتسل الذي عرف كصحفي وكاتب ساخر، وقد تلقى من الإهانات ما كان كفيلا بإثنائه عن إتمام المسيرة، وخير ما نستشهد به هنا، قصيدة الشاعر الوطني، (حاييم نحمان بياليك)، التي كتبها بعيد نشر كتاب "دولة اليهود"، يصف فيها رد فعل المثقفين اليهود في غرب أوروبا، الذين سخروا من صدور الكتاب:-
كلهم خارقون!!
أي فعل سيقومون به لن يكون عجيبا!
بإصبع صغير صنعوا دولة…
بإبهام اليد أقاموا عالما كاملا!
كل شيء أصبح الآن جاهزا في فينا
في نهاية لحظتين وخمس دقائق
سيكون، لحسن الحظ، لدينا دولة.
لم يكن هذا رأي (بياليك) وحده، فقد كتب الزعيم (ناحوم سوكولوف)، مقالة في صحيفة (هتشفيرا-البوق)، يسخر فيها من (هرتسل) الذي يتحدث عن دولة يهودية من نسج الخيال، غير أن هذه الآراء، تغيرت فيما بعد، وبات أغلب المعارضين، مؤيدين في غضون عام تقريبا.
وخلافا لموقف المثقفين اليهود الذين رفضوا فكرة الكتاب، استوعب الستة ملايين يهودي، الذين عاشوا في شرق أوروبا، دعوة (هرتسل) القائلة "أن الشعب، شعب واحد".