إن نتاج عصام وزوز الذي سيطالعه القارئُ الكريمُ في هذا الكتاب. هو نتاج جيّد يشهد له بذلك كل من يقرأه بتمعنٍ. وهو نتاج يستحق ليس القراءة والتعليق بل والدراسة لأنّه نتاج لإنسان مجد ومجتهد.
You are here
قراءة كتاب لجين الشوق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
لجين الشوق
بيضاء بلمعانها تنير قلباً رقيقاً بصمته، كبيراً بواحة عطائه، لتطفوَ على سطحهِ كريشةٍ تعانق أوراق أشجارٍ خريفيّةً بصفارٍ محمــــرٍ وآخر ذهبي، فيكون الجمال بألوانه العاطفيّة، والهدوء النقي.
قطرةٌ بعد قطرةٍ، مكونةً شلال أخلاقٍ في وعاءٍ كريمٍ، وشطر معادلةٍ موزونةٍ؛ تفيض حكمةً ومعانيَ ورؤىً زاهرة محاطة بحبات الندى الدافئ- رعايةً – بحرصٍ لطيف، وخوفٍ سعيد.
كم كبُر في القلب شوقٌ لها، وترعرع كأنّه الخيال البعيد، أو الظل في ليلةٍ سيّدها قمرٌ، بانت لأجلها حبات الرمل الصفراء، تحركها نسمات ترتدي ثوب الخجل، لتصبح واقعاً برداءٍ منيرٍ، يحتفلُ فرحاً لقدومها، تلك التي ملكت قلوباً هي لها مسكنٌ وملاذ.
وكأني أراها معصماً أبيضَ؛ رُسمت عليه أجمل التفاصيل، أو أنّها عنقٌ تعلّقت فيه روحٌ صغيرة لتظهر منها صدق مشاعر، بها كانت الحياة وإليها كل الحياة.
يا صغيرةً تغيّر في النفس أي بروزٍٍ عميقٍ، أو أنّها توشك أن تعيد للحياة نبضها، وتتدفق ينابيع حبٍ برئٍ، لتسقيَ عروقاً عطشى للحظةِ سرورٍ مرغوبٍ،وتكون كما كان لها من دعاءٍ: أنّها وردة عزٍ شامخةٍ، تكافئ كل مقتربٍ منها؛ طبيعةً خلاّبة، وعبير نصحٍ صادقٍ، يغرسُ في العمق أطيب الأثر، ويثمرُ التحول المطلوب.
أي رسالةٍ أنت يا نبراساً في سماءٍ سوداء، كم سيُشع فائدة إلى أقطابٍ بعيدةٍ، تبقى خالدةً لأزمانٍ وأيّامٍ مديدة، تُترجمُ منها قصائد الشوق فضيّة، وتحاك بها أنصع الأثواب أدباً دافئاً، ينتشر عبقه وسط ضغائن بشريّةٍ؛ فتصيّرها رذاذاً حقيراً يتيه في عالمٍ بُدلت أجزاؤه إلى أجملَ من لحظاتٍ سعيدة.
لجين القلب، يا نبضه وحياءه الحزين، يختفي عن أعين البشرِ كما القمر، إلاّ عنه وهو يسكن الجسد روحاً، ودماً زكياً، يضخ حباً، ويجعلُ للبياض فيه مكاناً.....
عمّان..... 23/11/2007