إن نتاج عصام وزوز الذي سيطالعه القارئُ الكريمُ في هذا الكتاب. هو نتاج جيّد يشهد له بذلك كل من يقرأه بتمعنٍ. وهو نتاج يستحق ليس القراءة والتعليق بل والدراسة لأنّه نتاج لإنسان مجد ومجتهد.
You are here
قراءة كتاب لجين الشوق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
الحالة الرابعة
بالأمس القريب كانت الآمال الصغيرة جدّ كبيرةٍ في عيوننا البريئة، واليوم هي كبيرة في حقيقتها الصعبة تحتاج إلى إدراك سليم بقصةٍ ذات واقعيّة يتمتع أبطالها بأكبر درجاتِ الإتقان الصادق.
إنّما هي رسالة طهرٍ وكبرياءٍ تتغلغلُ في عروق جسدٍ ذي مسألةٍ عظيمةٍ، يتخطى كل العواقب الوخيمة، ليمحوَ من حياته كل كلمةٍ تحمل أي لحظةٍ أليمةٍ.
ولكن كم يحمل التحول بين المراحل الحياتيّة المختلفة من ألم كبير صعب الاحتمال، تستثقل منه الحواس، ولكنّه الإحساس بالنفور مما يتقصده النّاس؛ من شرٍ بثوبه الخفي يلازم نفوسنا بشيء من تسلطٍ وإصرارٍ على تكبيلها، لتغدو جوفاء بأزيزها المخيف فتبعد مراكب الاستقرار والسكينة عن ميناء أثرها الغائر في تراب شعورنا المر.
ثم يكون الطعم الذي نطلب مذاقه،، حلواً كالحياة في براءة الطفولة لاشوائب تُفرض ُ على آمالنا النقيّة فيها، ولا ألمٌ يُترك في قلوبنا الصغيرة إلا ما كان من غير إصرار....
لنكون كالماء في صفائه، تُجرف مع جزيئاته حبات الألم ، ثم تزول متبخرةً كما لو أنّها ما كانت، لتولد من جديد صلبة حياتنا دون أثرٍ يعمل على إعاقة المسير، أو تأخرٍ لما كان من تقدم محمود، نسعد به جُلّ السعادة، أو تحطمٍ للأمنيات في تشييد البناء الشامخ الذي يخلو من أي صدع أو شرخ.
هكذا تولد أحلامنا بلونها الجميل الساطع، طويلة بثوبها القصير، ثم ما تلبث أن تتلاشى كأنها السراب بحرارته المنتشرة من حوله، لنبحث عن ذلك الهواء الذي تغيب فيه شمس الحياة الصعبة خلف أفقهِ الربيعي، ونكوّن لكلنا من أنفسنا تلك النظرات الصادقة، التي تخلو من أي معنى من معاني التصغير، أو التحقير، أو التقليل.
فهيهات...! وأين ذلك الثبات الذي نطلبه!؛ بأن نكون فقط حالة دون غيرها وإذ بنا من بينها كلها دون واحدةٍ منها، إنّما نحن في خليطها؛ فنكون في تفسيرٍ وبيانٍ لما نشعر ونتعرّض له من تغييرٍ مستمرٍ واختلافٍ في إدراك الأمور؛ بين العسر والصفاء، لنعيش حالاتٍ تارةً مؤلمةً، وأخرى ترتدي ثوب الراحة البيضاء.
فإلى أين المسير..؟ وكيف لنا أن نسير..؟؟! قد يكون الرجوع إلى الماضي لنعيد فيه رسم الخطوط، أو أن ننظر إلى المستقبل بتفكرٍ عميق ونشرع برسم غير الخطوط لنرى أي الطريقتين أصلح للحال بنزعٍ للأحمال التي تثقل نفوسنا بعبء وزنه ثِقل الجبال، أو الأخرى، إن كانت فيها من معاني الاحتمال ما يعين على دحر كل معاناة.
عمّــان..... 14/07/2006