كتاب " أكواخ الظلام " ، تأليف عبدالله بن علي السعد ، والذي صدر عن
قراءة كتاب أكواخ الظلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
- ولكنهم لن يسمحوا لك بذلك.
- ابتسم محمد في ثقة.. لا تخف هم يريدون المال.. وسيحصلون عليه.
- وأهلك؟
- ما بهم.. سأعود إليهم بعد فترة يا سعيد.. فكل الذي أريده أن أمشي على أرض الأنبياء.. وأستنشق عبير بساتينها.
- أنصحك بالتروي.. وعموماً سأبقى هنا.. وسأحضر مشروعاً نشترك فيه حين تعود من سفرك.
ويقف سعيد ودمعة تصر على الخروج ليعانق محمد الذي أبت ابتسامته إلا أن تظهر على شفاهه.. وفي سرعة تتم مراسم الوداع بين الأهل والأصدقاء.
وصل محمد إلى الحدود مع بلده.. وبدا له الطريق مألوفاً.. فقد تخيل نفسه يمشي فيه كثيراً ليعود إلى منزله في قرية أجداده.. ومع أنها المرة الأولى التي يسير فيها حقيقة في هذه الممرات إلا أنه شعر أنه خبير بها.. فانطلق يسابق الوقت والأشجار ليصل سريعاً. بدا له تجمع الناس وشريط الحدود الممتد أمام ناظريه.. ورجال الجيش يحرسونه.. وشعر بألم يعتصر قلبه.. هذه كلها أرضه يحرسها عدوه من أبناء بلده.. وسمع صوت الجندي يصرخ في الناس:
- ممنوع.. قلنا لكم لن تعبروا اليوم.. هناك إصلاحات على طول الطريق.
- وماذا سنفعل؟
- يمكن أن تأتوا الأسبوع القادم.
- ومزارعنا؟
- ويبستم الجندي ابتسامة صفراء.. لا تخافوا عليها.. هي في الحفظ والصون.. وتعلو قهقهة الجنود.
لم يعد بين محمد وبين حلمه سوى بضع خطوات.. يعبر هذا المدخل ليكون في قريته. ويقترب من الجندي ليحاول معه.. يراه الجندي قادماً نحوه.. يتملكه الخوف.. يبتعد ويصرخ في وجه محمد.
- ابتعد عني.. ماذا تريد مني؟ إذا تقدمت سأطلق النار.. ويجري نحو السواتر المنتشرة على طول الحدود.. ويواصل محمد تقدمه.
- يصرخ الجندي.. إنه هجوم.. يريدون قتلنا.
يتعجب الناس.. ويعبر محمد شريط الحدود.. ويفتح الجنود النار ليسقط الشهداء.. وعلى ثرى أجداده يسقط بائع الحلوى.