You are here

قراءة كتاب نازك خانم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نازك خانم

نازك خانم

كتاب " نازك خانم " ، تأليف لينا هويان الحسن ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 8

- صارمة كتومة... متعددة الوجوه... آه... يا معشر النساء ستُنمّى براثنكن أكثر فأكثر لن تبذلن جهدًا لإيهام الرجال برأي حسَنٍ بكن...

- إذًا، لا داعي لأن تنقبوا عن النساء في كتب التاريخ أو المتاحف، فينوس لم تعد مجرد تمثال مرمري قابع في اللوفر... سنمشي في الشوارع كربّات قدر... بكعوب عالية... لن نتمشّى بغاية التنزه، أو التبختر وحسب... إنما سنسجل انتماءً حاسمًا إلى العصر.

- ألم أقل لك إنك صعبة؟ لست سهلة... يا نازيك من أين تأتين بهذا الكلام الجميل والخطير؟ هل حقًّا تجالسين ذلك الفيلسوف القبيج سارتر في مقهى فلور؟

- حدث ذلك مرات عدّة، إنه ثرثار كبير، خاصة في حضرة النساء الجميلات، لكن كل ما يقوله مؤثر ومهم.

- آها!

- آلهة الأولمب يعرفون أن الدقة أشد عند المرأة منها عند الرجل. مُنحن شرف الغزل والتحكم بمصائر البشر...

- لماذا تهربين؟ كفى حديثًا عن القدر، إنه موجود هنا أمامي عاريًا ولامعًا ومغريًا إلى حدّ الموت. هل حقًّا تجالسين ذلك المفكر القبيح أم إنك تختلقين ذلك بين زميلاتك لللتبجح فقط؟!

- عندي صورة تجمعني به.

- سهل جدًّا التقاط الصور مع النتن سارتر بالنسبة لامرأة مثلك.

- كما تريد لا يهمني أن أثبت ذلك ربما أنا «قدَر» والقدر لا يغزل لمجرد التسلية، كلّ قدر يروم حكاية.

يغادر اللوحة ويقترب منها وفجأة يتوقف ليقول لها:

- أنا وإياك ننتمي إلى الغبار نفسه، قانون الطين الجاف حيث وداعته وقسوته متضمنتان داخل بعضهما البعض... مثلي ومثلك لن نكون بالنسبة لباريس إلا غبارًا. نقيم معها علاقة ترحال.

يعود الى لوحته ويسألها مجددًا من وراء اللوحة:

- أحقًّا جلست كموديل في مرسم بيكاسو؟

- بلى.

- أم إنها واحدة من إشاعاتك وستقولين إن هنالك صورة تؤكد معرفتك به، لن أصدق إلا إذا كانت صورة لك عارية في مرسمه...

لم تجب، فقط طيف ابتسامة ماكرة...

- ألم يقل لك بعض عباراته الشهيرة بشأن النساء؟

- باريس كلها تحفظ قوله الشهير: «ليس من كلب صغير يشبه كلبًا صغيرًا آخر، وهذا ما ينطبق على النساء أيضًا).

يقاطعها كمن يعرف سلفًا ما ستقول:

- وكان مولعًا بقوله: «عندي نوعان فقط من النساء آلهة وماسحات أحذية». يتابع وهو يهز رأسه

- أتعرفين كان عليك أن تقابلي نيتشه...

- تظن أنني لا أوافقه الرأي بما قاله بالنساء؟!

- لم أقابل قط امرأة تعترف بإعجابها برأي نيتشه بالنساء!

- هذا الرجل لم يقل إلا الحقيقة بشأن المرأة.

- آه، ربما ثمة حقد خفي ينمو في داخلي تجاهك، وهذا أخشاه كثيرًا لأنه علامة حب، إذًا تعرفين رأي نيتشه؟ ويعجبك؟!

- فيلسوق يمتلك رأيًا صاعقًا بشأن النساء، وأنا لا أنكره كغيري من بنات جنسي...

تستقبل استغراب مجيب شان بعفوية وتكمل كلامها:

- أليس هو الذي يؤكد أن ما يبعث على احترام المرأة وفي الغالب على الخوف منها، هو طبعها، وهو «أشد لتصاقًا بالطبيعة» من طبع الرجل؟ يتكلم هذا الفيلسوف عن مرونة المرأة، السبْعية الماكرة الأصيلة، مخالبها الضارية تحت القفاز، سذاجتها في الأنانية، تملصها من التربية، وكل ما لرغباتها وفضائلها من واسع ومتفلّت لا يقبل الاحتواء. ألا يقول ذلك تمامًا؟ وهذا حقيقي مهما أنكرته النساء فهن كاذبات.

- أنت خطيرة، هل قلت رأيك أمام بوفوار، رفيقة فيلسوفك النتن؟

- بوفوار يا لها من منافقة! لو أن سارتر تزوجها لما أصبحت فيسلوفة كما تدعي إنها معقدة وتكره أنوثتها.

- واوووو! هل عبرت عن رأيك هذا؟

- لم يسألني أحد عن رأيي... هل تعلم أني تركت دراسة القانون في السنة الرابعة؟ طبعًا، لا تعرف ولا أحد يعرف. ولا يهم...

Pages