كتاب " 52 قاعدة عملية للنجاح دون أن تخسر نفسك " ، تأليف ألان م. ويبر ، والذي صدر عن دار جبل عمان ناشرون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
You are here
قراءة كتاب 52 قاعدة عملية للنجاح دون أن تخسر نفسك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

52 قاعدة عملية للنجاح دون أن تخسر نفسك
مقدِّمة : مَن يعرفُ القواعد؟
هذه أوقاتٌ غير عاديَّة.
نشهدُ في أعمالنا وحياتنا، وفي كلِّ مجالٍ بينهما، تغييرًا كبيرًا وسريعًا وغير متوقَّع، ممَّا يجعلُ التحدِّيَ الأوَّل الذي نواجِهُهه هو ببساطة أن نفهمَ معنى هذا التغيير.
لقد دفعَتِ العَولَمةُ والتكنولوجيا واقتصادُ المعرفة دُوَلًا وصناعاتٍ وشركاتٍ ومِهَنًا قائمةً بذاتها إلى الأمام باتِّجاه مناطقَ جديدةٍ ومجهولةِ المسالك. وها هي الأحداث الاقتصاديَّة والسياسيَّة والاجتماعيَّة غير المسبوقة وغير المستقرَّة تنكشفُ أمامنا. فقد هدَّمَتِ التبدُّلات الماليَّة الضخمةُ اقتصاديَّاتِ العالَم الرائدة. واختَفَتْ بين ليلةٍ وضحاها شركاتٌ قديمةٌ ذاتُ مكانةٍ مرموقة، وتراثٍ مدوَّن منذ أمدٍ بعيد. واستيقظَتْ صناعاتٌ بكاملها لتَكتشفَ أنَّ عليها أن تتكيَّف وتتحوَّل وإلَّا صارتْ منقَرضة. وليس من المبالغة أن نقولَ إنَّ المفكِّرين البارزين في شتَّى أنحاء العالَم يناقشون بجدِّيَّة أشكالًا جديدةً وقواعدَ جديدةً لمستقبل الرأسماليَّة.
في الوقت نفسه، ولأنَّ النشوءَ الاقتصاديَّ يترافق دائمًا مع الدمار الاقتصاديّ، هناك جيلٌ جديدٌ من أصحاب المشاريع الذين ينتهزون الفرص. وبينما تطلبُ شركاتٌ عملاقةٌ المساعدةَ الماليَّة من الحكومة الأميركيَّة، تبرزُ فجأةً مشاريعُ جديدةٌ ذاتُ علامة تجاريَّة مميَّزة تستحوذ على مخيَّلة عامَّة الناس- وعلى محفظة السوق الماليَّة. وقد فتحَتِ الفرصُ في مجالَيِ المال والأعمال الطريقَ أمام الابتكار والإبداع والإلهام.
لقد حانَ الوقتُ لإعادة التفكير والتصوُّر، وإعادة تقييم ما هو ممكن، وما هو مرغوب، وما هو مُستَدام.
لقد حان الوقتُ لإعادة كتابة القواعد.
إنَّنا بأمسِّ الحاجة إلى قواعدَ عامَّةٍ عمليَّة قابلةٍ للتَّطبيق في الواقع، ذات معانٍ واضحة، وقادرةٍ على إرشادنا خلال هذه الأوقات المضطربة وما بعدها- قواعدَ عامَّةٍ عمليَّة تعلِّمنا كيف نعمل، وتُلهمُ أفكارَنا لكي نفهمَ لماذا نعمل. قواعد عامَّة تبيِّن لنا طرقًا إيجابيَّة مضمونةً نسير وَفقها في أعمالنا وحياتنا الخاصَّة، وتوضِحُ لنا أنَّ أفضلَ وسيلةٍ للسَّفر على هذين الطريقين هو أن تعدُّهما طريقًا واحدًا. قواعد عامَّة عمليَّة تقدِّم مدوَّنةَ قواعدِ سلوكٍ إلى كلِّ واحدٍ منَّا نحن الأفراد، وإلينا جميعًا كَوننا مجتمعًا واحدًا. إنَّنا نريدُ قواعدَ عامَّةً عمليَّة تساعدنا على النجاح، وتُساعدُنا على الفوز في العمل من دون أن نخسرَ الأشخاص والأشياء الذين هم أكثر ما نهتمُّ به في هذه الحياة.
هذا هو موضوعُ كتاب ’’٥٢ قاعدةً عمليَّة‘‘. إنَّه مجموعةٌ من اثنتَين وخمسين قاعدةً جمعتُها خلال السنوات الأربعين الأخيرة أو نحو ذلك. خلال تلك الفترة، اجتمعْتُ مع مجموعاتٍ من الرجال والنساء المتميِّزين الرائعين الذين قدَّموا إليَّ حكمتهم وساعدوني في فَهْم واقع خبراتي الخاصَّة. تحدَّثت إلى قادةٍ يتمتَّعون بشهرةٍ عالميَّة؛ وتعلَّمت من رياديِّين مغمورين، وجالَسْتُ الأشخاصَ اللَّامعين الذي حازوا جائزة نوبل، والذين ساهمَتِ اكتشافاتُهم العلميَّة في معالجة الملايين، كما زُرتُ منظِّمين متَواضعين في المجتمع غيَّروا العالَم- كلَّ شخصٍ بمفرده- وتعلَّمْتُ منهم جميعًا دروسًا قيِّمة. وأجريْتُ أيضًا مقابلاتٍ مع رؤساء تنفيذيِّين، وقادةٍ روحيِّين، ومدرِّبي كرة السلَّة، وروائيِّين، ومفكِّرين في مجال الأعمال ومسؤولين مُنتَخبين- وخرجْتُ بأفكارٍ ثاقبة جديدة وحقائقَ حصلتُ عليها بصعوبة.
سجَّلْتُ هذه الدروس على بطاقات بقياس٣×٥ إنشات (٧,٥×١٢,٥ سم) أحملُها معي كلَّ يوم في البيت وعلى الطريق. (تعلَّمتُ هذا النظامَ الرائع منذُ أكثر من عشرين سنة من الپروفسور تيد ليڤيت (Ted Levitt) من كلِّيَّة الأعمال في جامعة هارڤرد (Harvard Business College)، وهو أحد المعلِّمين الموجِّهين الذين ستُقابلُهم في هذا الكتاب).
منذ وقتٍ ليس ببعيد، راجعْتُ جميعَ هذه البطاقات التي كتبتُها وحفظتُها. في تلك الفترة، كان هدفي هو فَهْمَ القواعد التي تعلَّمتُها. ابتدأتُ بتَعبئةِ بطاقاتٍ بقياس ’’٧,٥×١٢,٥ سم‘‘ حتَّى وصلْتُ إلى البطاقة رقم٠٢ وتوقَّفتُ عند ذلك الحدّ. ليس لأنِّي كنتُ قدِ استَنفدْتُ جميع القواعد، بل لأنَّها كانت أفضل ما كنتُ قد تعلَّمتُه، وأفضل ما كان عليَّ أن أنقلَه إلى الآخرين.
لأنِّي أريدُكم أن تدركوا من أين أتَتْ هذه القواعد، فإنَّ لكلِّ قاعدةٍ قصَّةً تَروي كيف تعلَّمتُها. وفي كلِّ حالةٍ تقريبًا، كان مصدرُ هذه القواعد أربعَ تجارِبَ عميقةٍ قد خُضْتُها في حياتي:
بعد تخرُّجي في كلِّيَّة آميرست (Amherst College) في بداية السبعينيَّات من القرن العشرين، ذهبتُ إلى مدينة پورتلاند (Portland) في ولاية أوريجون حيثُ عملتُ لدى عُمدةِ المدينة نيل غولدشميت (Neil Goldschmidt)، ومع فريقِ التخطيط المستقبليِّ الذي شكَّله في مبنى البلديَّة، بالإضافة الى مجتمع النُّشطاء عبر المدينة الذين حوَّلوا مدينة پورتلاند إلى معرضٍ حَضَريٍّ كما هي عليه اليوم. كان ذلك تثقيفًا لي في التَّخطيط الحضرَيّ، والسياسة الانتخابيَّة، وفنِّ صُنْع التغيير.
في الثمانينيَّات عملْتُ لدى تيد ليڤيت ومع المجموعة الديناميَّة المبدِعة التي شكَّلها في مجلَّة ’’هارڤرد بزنس ريڤيو‘‘ (Harvard Business Review) لتَجديد تلك الصحيفة المرموقة، ولتَغيير محادَثات الأعمال على أعلى المستويات. كنتُ أنا المستفيدَ من ثقافةٍ مجَّانيَّة في مجالَيِ الأعمال والإدارة، وفي فنِّ الجمع بين أفضل أنواع التَّفكير وأفضل الممارسات.
في التسعينيَّات، صرتُ شريكًا مع بِل تايلور (Bill Taylor) وفريق نابض بالحياة، حاض م مالبديهة ومغامر بصورة رائعة، لإطلاق مجلَّة ’’فاست كومپاني‘‘ (Fast Company) وتحريرها، وهي مجلَّةُ الأعمال الأكثر نُموًّا وانتشارًا في تاريخ الولايات المتَّحدة. كانت تلك خبرةً تعليميَّةً في الريادة والقيادة؛ كما كانت أصعبَ شيء قمتُ به على الإطلاق والأكثر مكافأة.
منذ أن تركت العمل في مجلَّة ’’فاست كومپاني‘‘ نحو عام ٢٠٠٠م، اكتشفْتُ أفكارًا جديدة، واتِّجاهاتٍ جديدة، وخبراتٍ جديدة عندما عملْتُ مستشارًا لدى ’’كاوسپايلوتس‘‘ (Kaospilots)، وهي كلِّيَّة اسكندناڤيَّة للرِّياديِّين الاجتماعيِّين، ورئيسًا لتجمُّع ’’وولدزل‘‘ (Waldzell)، وهو مؤتمرٌ نمساويٌّ ينعقد في ’’دَير ميلك‘‘ (Abbey of Melk) التاريخيّ. ومثل وَزير من دون حقيبة عيَّنَ نفسَه بنفسه، ومُحقِّقٍ عالميٍّ له أسلوبُه الخاصّ، سافرْتُ ودخلتُ عالَماً جديدًا من المعلِّمين واستَشَرْتُهم، وواجهْتُ خبراتٍ عديدةً واسعة.
لكنَّ هذا الكتاب ليس عنِّي. إنَّه لأجلك.
إنَّ الهدفَ الأساسيَّ لكتاب ’’٥٢ قاعدةً عمليَّة‘‘ هو إثارةُ اهتمامك وإلهامِك وتحدِّيك ومساعدتك. اقرأْه، استخدمْه، وطبِّقه بأيَّة طريقةٍ عمليَّةٍ تناسبُك. بالرُّغم من أنَّه كتابُ قواعدَ، فإنَّه لا تُوجَدُ قاعدةٌ بخصوص كيفيَّة قراءته.
يمكنك أن تبدأ بالقاعدة رقم 1 إلى أن تَصِلَ إلى القاعدة رقم ٥٢.
ويمكنُك أن تستخدمَه ككتابٍ أساسيٍّ شأنُه شأنُ كتب الحكمة القديمة النافعة للعمل والحياة. افتَحْه واقرَإِ الصفحةَ التي تجدُها أمامك، واحسبْ تلك القاعدةَ قراءتَك اليوميَّة.
يمكنك أن تقرأَ قاعدةً واحدة كلَّ أسبوع، وبذلك تجعل كتاب ’’٥٢ قاعدةً عمليَّة‘‘ سنةَ اكتشافاتٍ ذاتيَّة.
اقرإِ القواعدَ التي تحملُ معنًى بالنسبة إليك؛ وأهملْ التي لا تعني لك شيئًا- على الأقلِّ في الوقت الحاضر. يمكنك دائمًا أن تعودَ في وقتٍ لاحق لتَتَحقَّقَ ممَّا إذا كان هناك أمرٌ في حياتك أو في العالَم قد تغيَّر ليَجعلَ فجأةً ما بدا غير مفهوم أو لا علاقة له بك أمرًا مفهومًا وجليًّا. سجِّلْ ملاحظاتك الخاصَّة عن القواعد التي تتحدَّث إليك. وتحدَّثْ أنت إلى الكتاب- تحدَّثْ إلى القواعد.
والأهمُّ من كلِّ هذا، ابدأ في الاحتفاظ ببطاقاتك الخاصَّة ذاتِ قياس ’’٧,٥×١٢,٥ سم‘‘ لتَستوعِبَ قواعدَك الخاصَّة، وستَجمعُ شبكتك الخاصَّة من المعلِّمين، وستَكتشفُ أفكارًا تعني لك الكثير ستُساعدُك في فَهْم العالَم.
ذلك هو هدف القاعدة رقم ٥٣ في نهاية الكتاب. تُركت تلك القاعدة فارغة. أرسِلْ مساهماتك إلى: www.rulesofthumbbook.com أو أرسلْ رسالة إلكترونيَّة إلى [email protected] سأجمعُ ملاحظاتك وأسجِّلُها لكي نتعلَّم بعضُنا من بعض.
والأكثرُ من هذا كلِّه، إنَّ هذا الكتاب هو:
عمَّا يعملُ في الواقع.
عن طريقة تعلُّم ما هو عمليٌّ وتطبيقه على حياتك الخاصَّة.
عن قيمةِ الخبرة والملاحظة- من الحياة التي نحياها والحياة التي نتأمَّلُ فيها.
عمَّا نستطيع جميعُنا أن نتعلَّمَه من خبراتنا ومن بعضنا بعضًا.
عن التَّغيير- وكيف نُضْفي معنًى على التَّغيير.
وعمَّا لا يتغيَّر، أساسيَّاتُ الحياة التي نعيشها بصورةٍ جيِّدة، والعمل الذي نقوم به بصورةٍ جيِّدة.
إنَّ كلَّ واحدٍ منَّا- وجميعَنا- مسؤولٌ عن استخراج قواعدنا العمليَّة لتُرشدَنا في أوقات الاضطرابات العظيمة وعدم اليقين، وفي أوقات الفرص أيضًا. علينا أن نكونَ نحن أفضلَ المفكِّرين وأفضلَ الفاعلين، وأفضلَ المعلِّمين، وأفضلَ المتعلِّمين أيضًا.
قد نكونُ في رحلاتٍ مختلفة، لكنَّنا في رحلات مختلفة معًا. بإمكان كلِّ واحدٍ منَّا أن يستخرجَ قواعدَه العمليَّة، وبإمكاننا جميعًا أن نتعلَّمَ بعضنا من بعض. إنَّ هذا هو أفضلُ رجاءٍ لنا لخَلْق مستقبلٍ نرغب فيه جميعُنا.

