أدركت أن للحكاية في حياة الطفل سحراً تربوياً كبيراً وفائدة تعليمية لا تبارى. فهي تنمي خيال الأطفال وتصقل نفوسهم وترهف أحاسيسهم.
You are here
قراءة كتاب الدومري حكايا شعبية من حي الصالحية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
الصالحية
الصالحية هي تلك المنطقة العزيزة على قلبي التي ولدت ونشأت فيها. وقد توخيت أن أخصّها بهذه النبذة التاريخية المختصرة عن نشأتها وحياتها لأن جل الحكايات التي ضمّنتُها هذا الكتاب كنت قد سمعتها في طفولتي عن سكان هذا الحي وأخصّ بالذكر والدتي يسرى البلح حفظها الله ووالدي عبد العزيز دحدوح رحمه الله.
ولما كان مصدر أكثر الحكايات التي سيرد سردها في هذا الكتاب عن أهل الصالحية، فلا مندوحة من التعريف بهذه المنطقة العريقة والبحث باختصار كبير عن نشأة الصالحية وعن أهلها وعن تسميتها التي أضحت في يوم من الأيام مدينة مستقلة(1) عن مدينة دمشق، بل وأكثر من ذلك لقد بزّت مدينة الصالحية مدينة دمشق الأم وضاهتها في مبانيها ومدارسها وحماماتها وبساتينها وجمال موقعها.
سبب التسمية:
اختلف في أمر تسمية الصالحية بهذا الاسم، فقيل: سميت بالصالحية نسبة إلى جبل قاسيون لأنه معروف باسم جبل الصالحين. وقيل: إنها سميت بالصالحية نسبة إلى أولئك الصالحين الذين كان لهم الفضل في تأسيسها. وقيل: لأن الذين قاموا بتأسيسها كانوا يقيمون بمسجد أبي صالح في ظاهر باب شرقي فنسبت إليه(2).
موقع الصالحية وأهمية جبل قاسيون:
تربض الصالحية على سفح جبل قاسيون وتطل على مدينة دمشق من جهة الشمال. وتتوسط بموقعها سفح قاسيون الجبل الأجرد. وتعمل حكومة الثورة اليوم على تشجيره مشكورة على هذا العمل الجليل. شارك الأكراد أهل الصالحية سفح قاسيون فابتنوا لأنفسهم من جهة الشرق حياً خاصاً بهم يسمى اليوم بحي ركن الدين، في حين تخصصت جهة الغرب من السفح لسكنى فئة مهاجرة أمَّت دمشق واختارت القسم الغربي من سفح قاسيون، وقد أخذ هذا الحي اسمه من سكانه المهاجرين «إلى دمشق» فسمي بالمهاجرين. وكما كان لجبل قاسيون شأن كبير في تكوين مدينة دمشق قديماً، وتعيين موضعها الحاضر. كذلك كان لجبل قاسيون فضل كبير في تخصيب خيال الناشئة عند سكان الصالحية، لأن أطفالهم يدرجون منذ نعومة أظفارهم على سفوحه، ويتسلقون صخوره، ويعتلون قممه، ويدخلون كهوفه، ويكتشفون مجاهل مغاوره، ويسْبرون كل شبر وكل ثنية على سطحه.
نشأة الصالحية: