You are here

قراءة كتاب الدومري حكايا شعبية من حي الصالحية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدومري حكايا شعبية من حي الصالحية

الدومري حكايا شعبية من حي الصالحية

أدركت أن للحكاية في حياة الطفل سحراً تربوياً كبيراً وفائدة تعليمية لا تبارى. فهي تنمي خيال الأطفال وتصقل نفوسهم وترهف أحاسيسهم.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
رقم الحكايه (1)
 
الدهليز*
 
الدهليز هو مقدمة الحكاية ويقال إنه سمي بالدهليز تشبيهاً بدهليز البيت الدمشقي ذاك الممر الطويل الذي كان يوجد في أكثر البيوت الدمشقية والذي يوصل باب الدار الخارجي (باب الزقاق) بفسحة الدار السماوية التي تسمى (دْيارْ).كذلك دهليز الحكاية، يبدأ الراوي أو الراوية به لينتقل من الدهليز إلى الحكاية.
 
ولما كان للدهليز نكهة خاصة يختلف بأسلوبه وبكلماته عن الحكاية. سألت كل من روى لي دهليزاً، عن -الدهليز- متى يروى، وماهو الهدف من سرده على مسامع الناس، بهذه اللهجة الخاصة وبهذه الكلمات المسجَّعة المنتقاة والتي تحمل أحياناً بعض الصور السياسية أو الأٍسماء التاريخية، وتحمل في بعض الأحيان الأخرى كلمات لا معنى لها ولا قصد. وكانت أجوبة جميع من سألتهم عن الدهليز متشابهة ومتقاربة. سألت والدي عبد العزيز دحدوح قال: «يستعمل الدهليز أي دهليز لأية حكاية وغالباً ما يبدأ الراوي أو الراوية حكايته بالدهليز كي يشد إليه انتباه الحاضرين. لأن الحاضرين في الجلسة أو السهرة غالباً ما يكونون موزعين ومتفرقين في مجموعات يلعب العمر فيها الدور الكبير: فالأطفال يلعبون ألعابهم،والفتيان يلعبون الادريس، والصبايا يلعبن البرسيس، والأمهات يتحدثن عن المؤونة والتدبير للأيام القادمة، والرجال يتحدثون عن أعمالهم وما تحمله أحياناً من طرف ونوادر... فكيف للراوي أو الراوية أن يشدا إليهما انتباه الجميع إلا بنبرة خاصة وجمل متميزة أو لنقل كلاماً مسجعاً قريباً من الشعر ونحن نعرف ما للشعر في الذات العربية من سحر وأثر، وما إن يبدأ الراوي بسرد الدهليز حتى يتوقف الجميع وينتبهوا إلى ما يروى بصوت جهْوري مرتفع».
 
وسألت والدتي يسرى البلح عن الدهليز فقالت بعاميتها المحببة إلى نفسي: «الدهليز يا تئْبرني مدخلْ للحكايهْ. مثل دهليز بيتنا بوصلك للديار كمان دهليز الحكايه بوصْلك لألْب الحكاية. وشلون دهليز البيت بكون مسؤوفْ ومعْتِّمْ وبخوِّف في بعض المرات ما بصدّئ الواحد إيمتا يوصل للديار. هون يعني بالديار رَحَ يلائي الفرج: ضوْ وياسمين وبحره عم بتخرْ وشجر ليمون ونارنج فينسر ألبُه وبيرتاح وخاصة لما بلاؤولوا أهل البيت بالأهلا والسهلا، وهَــ العاده اشتهروا فيها أهل الشام لأنو بئولْ المتل (لائيني ولا تطعميني). بسْ دهليز الحكايه مو متل دهليز البيت مْعتّم لأنّو العارفين ساووا الدهليز بالشعر وكلام حلو بفرّحْ الألْب وبشوِّئْ السامعين ليسمع حكاية حلوه.
 
وسألت أخي فاروق وهو راوٍ ومحدث ولا سيما في مجال القصة القصيرة والنكات فقال: الدهليز حركة شطارهْ من الحكواتي للفت الانتباه إلى ما سيقوله بعد الدهليز يعني مثل ما تؤولْ: الدهليز مقدمة حلوه قصيره لشد انتباه الحضور، وعندما يعم الهدوء وتشخص الأبصار إليه يبدأ الحكاية بالعبارة المحببة إلى السامعين: كان يا ما كان، كان في أديم الزمان.......

Pages