You are here

قراءة كتاب التوحيد في تطوره التاريخي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التوحيد في تطوره التاريخي

التوحيد في تطوره التاريخي

لقد قررت إعادة طباعة كتابي "التوحيد في تطوره التاريخي" التوحيد يمان وما كنت أعلم أن هذه التسمية ستصبح واقعاً بإرادة الله، وبعد ما أحدثه جلّ وعلا من متغيرات في وجداني في لحظات، وفي ليلة جليلة مباركة، صحوت على أثرها وأنا إنسان آخر، وكانت لدي الشجاعة الكافية ا

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

والأديان كما يصنفها العلماء صنفين: أديان بدائية، وأديان عليا إلا أنهم وقعوا في تناقض مع أنفسهم حين قسموها على أساس أحكام الدين وعقائده التي جاء بها ولم يقوموا بتصنيفها على أساس آخر زمني اجتماعي. وأن مرتكز الأديان البدائية وعمودها الفقري السحر والأساطير والتقديس المبالغ به وفي أحيان الشعوذة.

ويعتقد المؤمنون بالأديان السماوية أن أديانهم تلك يحتم أن توضع في المرتبة العليا من تقسيم الأديان وتعد أي تلك الأديان التوحيدية أو المثالية الغيبية في نظرهم في مكانة عليا لأنها تقوم على أحكام وتشريعات وقوانين وفلسفات اجتماعية.

لقد كان الدين عند أقوام الأزمنة القديمة يشمل كل حياتهم. فقد كان جزءاً أساسياً من نظامهم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لا ينفصل عن هذا النظام قيد أنملة.

والمعتقدات الدينية تتغير وتتبدل بحسب الحاجة إليها وما تفرضه طبيعة الظروف المستجدة في حياة الناس حتى يسد إلى حد ما تلك الحاجات النفسية والفكرية لأولئك الأقوام.

كان للدين منزلة عظيمة لا تضارعها منزلة عند القدماء.. فقد وقفوا عاجزين أمام قوى الطبيعة مبهوري الأنفاس غير قادرين على تفسيرها أو تحليل ظواهرها، والتجأوا إلى الدين كمعين حقيقي كما تصوره الإنسان في تلك الفترة... فهو زفرة ذلك المخلوق الذي تتحكم به الطبيعة ويضطهده المجتمع. بل وفي أحيان كثيرة السلطة العليا وعليه فهو كما يقول ماركس: "روح الظروف الاجتماعية التي طرد منها الروح".

لقد كان الدين حتى وهو في مراحله الأولية منظماً تنظيماً حسناً دقيقاً كما تميز بسمات خاصة تجعل في الإمكان حدوث تطورات له أرقى وأسمى في مستقبل الأيام، فقد كان خليطاً منظماً من الآلهة والأرواح والشياطين وسائر ما ارتبط به من كائنات حقيقية ووهمية أدى كل فصيل منها دوره المسند إليه ثم أصبح هذا الخليط الهلامي الملامح الذي كان يعبد ويقدس من قبل جماعات بشرية كبيرة تنتشر فوق بقعة أرض مترامية الأطراف محدد الملامح يتكيف ويتطور حسب المناخ والتربة واللغة والحضارة. وحين تشكلت الدول أصبح لكل وحدة سياسية واجتماعية ودينية إلهها الخاص بها. ثم بعد أن ارتبطت المراكز والأقاليم في مرحلة أرقى بوحدة سياسية واقتصادية أصبح الاعتقاد سائداً بوجود تشابه محدود بين مختلف آلهة تلك الأقاليم.

كان الدين بعيداً عن مسألة الضمير والعقيدة وكانت المنفعة المادية هي الدافع إلى ممارسة بعض القيم الأخلاقية. ففعل الخير لم يكن من أجل فعل الخير وإنما كان الهدف منه غاية في نفس صاحبه يرغب في الوصول إليها بذلك العمل القيمي والأخلاقي.

Pages