أنت هنا

قراءة كتاب الرواية والمكان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الرواية والمكان

الرواية والمكان

جمعت كتبي الثلاثة،" الرواية والمكان" الجزء الأول الذي صدرفي شباط عام 1980والجزء الثاني من "الرواية والمكان" الذي صدر مطبوعاً في مجلة آفاق عربية العدد الرابع - حزيران 1980، ثم طبع ضمن الموسوعة الصغيرة عام 1986 وكتاب" المكان في قصص الأطفال" الذي صدرعام 1986،

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
الواقع مفهوم فلسفي يعني" وجود الشيء كمقابل لعدم وجوده" إلا أن هذه التجريدية لا تبدو جامدة عندما تربط مفهوم الواقع بمرحلة ما، ولذلك توجب النظر إلى الواقع على أنه وجود شيء جوهري في ذلك الموجود، أما المكان فيعتبر " شكلاً لوجود المادة، يفيدنا كوسيلة قوية لدراسة الواقع" الموسوعة الفلسفية.
 
التداخل بين المفهوم الفلسفي للواقع وبين اعتبار المكان وسيلة لدراسة هذا المفهوم بحاجة إلى فرز أولاً، فالواقع العراقي هو خلاصة لمجمل الحياة المادية والروحية وقد تمثلت بقيم ومفاهيم واتجاهات وصراعات وتناقضات، وأصبحت مثل هذه القيم تعني وجوداً لشيء معين. الجوهري فيه هو ما أستمر منه، المكان باعتباره شكلاً لوجود المادة، يحتوي على شيء غير هين من القيم السابقة، وقد اتخذت أشكالاً وصوراً حسية وغير حسية، مدونة وغير مدونة، المكان هنا يدخل هو الآخر بدوره ضمن عملية التفاعل الحياتية فيصبح جزءاً من الواقع أو محتوياً بجزء من الواقع. هذه الجدلية هي الصورة التي تنعكس على الفن فتعطيه سمات الواقع وجوهره.
 
* * *
 
هناك من يبحث عن تطابق بين المكان كشيء موجود على الأرض، وبين المكان في الفن، فثمة من يرى أن يحتوي المكان في الرواية على درجة ما من المتشابهات مع المكان على الأرض، بينما نجد من يؤمن أن من حق الفنان أن يبتعد عن المتشابهات أو حتى مطالبته بما يشير إلى أي مصدر مكاني خارجي.
 
إذا كان المكان كمفهوم يبتعد عن الواقع كما رأينا، فأن المكان في العمل الفني يبتعد هو الآخر عن المكان في الأرض، ولكن ثمة علاقة أكثر وشاجة بين الاثنين، ذلك أن درجة الانعكاس التي يثيرها مكان ما له ملامحه وحضوره وكيانه على الفن ونكون أشد من سواه، ولذا يمكن أن يكون ثمة تشابه كبير هنا ولا يكون هناك. فالشروط الموضوعية التي يوجد فيها كلا المكانين مختلفة، ولذا لابد وأن يكونا مختلفين أيضاً، وفي كل الأحوال يبقى المكان في العمل الفني جزءاً من البناء الروائي، أما المكان على الأرض فهو جزء من كيان آخر، العالقة بين الاثنين لا تعكسها الكلمات ولا المسميات بل تعكسها تلك اللغة المشتركة، وذلك الإحساس الدفين، وتلك النغمة المستحبة، وذلك المناخ الذي يتيح لك أن ترى ما لا يمكن أن تراه وأن تسمع كل الأصوات التي تعاقبت على سكناه، وأن تقرأ كل التواريخ التي 

الصفحات