إن هذا الكتاب يجيء في زمانه، وهو زمان النظام العالمي الجديد، الذي بات العالم فيه يموج بالصراعات، والأزمات الدولية، بين أحلام الاستحواذ والهيمنة، وطموحات السيطرة والتأثير، والبحث عن الزعامة في عالمٍ مُتغير، وفي عصر يُعاني وهنًا على وهن في النظام الدولي، وغمو
أنت هنا
قراءة كتاب إدارة الأزمات الدولية في ظل النظام العالمي الجديد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
إدارة الأزمات الدولية في ظل النظام العالمي الجديد
الصفحة رقم: 8
● الخصائص العامة للأزمات:
The General Features of the Crises
1. وجود خلل وتوتر في العلاقات.
2. وجود نقص واضح في البيانات، والمعلومات اللازمة أثناء وقوع الأزمة.
3. تتميز الأزمات بإحداث مفاجأة كبيرة وعنيفة عند وقوعها، وتجذب انتباه جميع الأطراف ذات العلاقة بالكيان (الدولة وفقًا لدراستنا).
4. تتسم الأزمة بدرجة عالية من التعقيد، والتداخل في العناصر، والمسببات، ودرجة عالية من التشابك، والتناقض بين أصحاب المصالح.
5. وجود حالة من الشعور بالحيرة، والضعف، وعدم قدرة صناع القرار على التعاطي مع الأزمة، والتعامل معها، وعدم تأكدهم من جدوى ما يبذلونه من جهود في مواجهة هذه الأزمة، ومن هنا فإن بعض صناع القرار قد يلجأون إلى الكذب والتضليل، من أجل التغطية على عجزهم، وفشلهم في مواجهة الأزمة(18).
6. ظهور بعض القوى التي تدعم الأزمة، وتؤيد كل ما يقود إلى تفاقمها، ومن أهم هذه القوى: أصحاب المصالح المعطلة، أو المؤجلة، وأصحاب مشكلات سابقة لم تعالج مشكلاتهم بصورة صحيحة وجوهرية، ... ويؤدي ظهور هذه القوى إلى دعم شدة، وعنفوان الأزمة، وتزداد المطالبات بضرورة إحداث تغييرات إدارية جوهرية في الكيان(19).
7. تتعرض مصالح الكيان في ظل الأزمة إلى التهديد، وإلى ضغوط كبيرة من جانب أطراف متعددة، وهذه التهديدات والضغوط، تلحق الأذى، والضرر بالكيان، واستقراره، وعمليته التنموية.
8. تؤدي الأزمة إلى ظهور أعراض سلوكية مرضية في غاية الخطورة، ومنها على سبيل المثال: تفكك النسيج الاجتماعي، وتفسخ العلاقات الاجتماعية، وفقدان الدافع نحو العمل، وعدم الانتماء، واللا مُبالاة، والغضب، والتخريب، وإتلاف ممتلكات الكيان، ...
9. عدم القدرة على التنبؤ الدقيق بالنتائج المستقبلية القادمة.
10. الحاجة الملحة إلى اتخاذ قرار، وينبغي أن يكون هذا القرار سريعًا، وصائبًا، وعمليًا، وبعبارة أخرى: اتخاذ القرار المناسب، في الوقت المناسب، وفي الاتجاه المناسب.
وعطفًا على ما ذُكر، فإن الأزمة بالمفاهيم السابقة، والخصائص المتقدمة، تأخذ أبعادًا ثلاثة، تتمثل في الآتي:
البعد الأول: بعد المفاجأة، حيث إن الأزمة تنشأ وتنفجر في وقت مفاجئ، غير متوقع بدقة، وفي مكان مفاجئ أيضًا.
البعد الثاني: بعد الرعب، الناجم عن التهديد الخطير للمصالح، والأهداف الجوهرية الخاصة بالكيان الإداري الحالية، والمستقبلية، وما يترتب على ذلك من هلع، وخوف، وتوتر، وقلق، يفتح الباب، لمزيد من الهواجس، والشكوك، والاحتمالات المتعارضة، على نطاق واسع، نتيجة اتساع نطاق المجهول، وتصاعد أحداث الأزمة.
البعد الثالث: بعد الزمن، الناجم عن الوقت المحدود المتاح أمام مديري الأزمة، وصنّاع القرار، لاتخاذ قرار سريع وصائب، ولا يتضمن أي أخطاء، إذ لن يكون هناك وقت، أو مجال للتأخير، أو لإصلاح الخطأ، لاستمرار الوضع في التفاقم، ونشوب أزمات جديدة أشد، وأصعب من الأولى، قد تقضي على الكيان، ولا تُبقي على أي أعمدة، أو قواعد تكفل له الاستمرار، والتجدد من جديد.
وذلك أن الأزمة سريعة متلاحقة، عندما تنفجر أحداثها، ويفقد الجميع بمن فيهم صانعوها القدرة على السيطرة عليها، أو على تحديد اتجاهها، فتصبح كالأعاصير التي تجتاح الغابات المتشابكة، في ظل تيارات هوائية متعارضة، أو كفيضان نهر اجتاح سدًا من السدود فانهار ذلك السد، وأصبحت المياه أكثر قوة واندفاعًا(20).