الصحافة هي واحدةٌ مِنْ الوسائل الإعلامية المقروءة والتي تؤثر بشكلٍ كبير على جميع الجهات الأخرى في مجالات عدة:كالسياسة والاقتصاد والرياضة والتعليم، ويهدف الكتاب تسليط الضوء على إحدى مجالات الصحافة وهي الصحافة المدرسية؛ نظراً لتقدم التعليم وتطور تكنولوجيا الا
أنت هنا
قراءة كتاب الصحافة المدرسية - المنبر الاعلامي التربوي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
تشهد معظم المجتمعات اليوم تنافساً مكشوفاً أو مستتراً، معلناً أو خفياً، بين النظامين التربوي والإعلامي، ونتج عن هذا التنافس ميلاد تناقضات خطيرة في عقل الفرد وطرق تفكيره. فالنظام التربوي يقوم على قيم النظام المتمثلة في المحتوى الدراسي المنضبط، وعلى قيم التنافس في التحصيل والانجاز المتمثلة في التعلم الذاتي وتفريد التعليم، بينما يستند النظام الإعلامي إلى الاتصال الجماهيري الذي يهتم بالجديد دون التأمل في محتواه، وبالموضوعات المتنوعة دون التركيز على تخصص بعينه، وتقديم البرامج الترفيهية الممتعة التي يسهل فهمها بغض النظر عن ركاكة الأساليب أو تفاهة المفردات اللغوية، وهذا يظهر التناقض بين النظامين التربوي والإعلامي.
وترتب على هذا التناقض لون من التصادم في العلاقة القائمة بين المؤسسات التربوية والإعلامية. وظهور تباين واضح بين الثقافة المدرسية التي تعتمد على المعرفة ذات الطابع الأكاديمي البيداجوجي، وبين الثقافة الإعلامية التي تروجها وسائل الإعلام ذات الطابع الترويحي المستند إلى الإثارة والدعاية.
ورغم التباين الثقافي الذي توفره المؤسسات التربوية والإعلامية، ورغم التناقض في أهدافهما وغاياتهما ووسائلهما وأساليبهما، إلا أنه توجد مجالات من التجانس والتشابه بين المؤسستين التربوية والإعلامية. فكلاهما عملية إتصال، وكلاهما يسهم في التنشئة الاجتماعية للفرد الذي يقضي فترة طويلة من حياته مشاهداً لوسائل الإعلام أو متعلماً داخل صفوف المدرسة.
بل إن نصيب الجيل الحالي من تأثيرات وسائل الإعلام الجماهيرية في تكوين ثقافته، وتحديد أنماط سلوكه، وإكسابه المفاهيم والقيم والعادات والاتجاهات، قد تزايد كثيراً في ظل تقدم تقنية الاتصالات والمعلومات، وازدحام الفضاء بالأقمار الصناعية التي تبث برامجها طوال الليل والنهار. وهذا يتطلب تجاوز القطيعة القائمة بين التربويين والإعلاميين، والتعاون في توظيف وسائل الإعلام في خدمة أغراض تربوية محددة، وتوظيف التربية في تفعيل الرسائل الإعلامية.
وتمثل الصحافة أداة مهمة من أدوات المعرفة والثقافة لأي امة أو شعب في العالم، حيث تعتبر المرآة التي تعكس الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية بشكل عام لتلك الأمة أو ذلك الشعب، الذي نستطيع وبكل بساطة التعرف على ثقافته وموقعه بين أمم وشعوب العالم من خلال مؤشرات عديدة تقع الصحافة في مقدمتها ان لم تكن في اولها, وهي لأهميتها أخذت مسميات عديدة مثل السلطة الرابعة أو كما وصفها الكاتب الروسي تولستوي (الصحف رسالة خالدة).