أنت هنا

قراءة كتاب مدخل إلى علم المكتبات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مدخل إلى علم المكتبات

مدخل إلى علم المكتبات

إن من متطلبات الوعي الثقافي أن يحيط المتعلم بالمعالم الأساسية في تاريخ المكتبة العربية، وأن يقف على أهم المصادر في مختلف مجالات الثقافة العربية الإسلامية ليكون عوناً له في اكتساب المزيد من المعلومات ومعرفة الطريق إليها عند الحاجة.

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2
تمهيد
 
نشأة التأليف ومناهجه في المكتبة العربية
 
د. أحمد حماد
 
نشأة التأليف عند العرب
 
إن أول آيات نزلت في القرآن الكريم كانت (ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ)( ). كانت هذه أول آيات من سورة العلق نزلت على الرسول الكريم، وهي تحث الإنسان على القراءة، والقراءة مفتاح التعلم، وفيها تبيان أهمية القلم لأنه وسيلة لحفظ العلم ونقله من جيل إلى جيل، والكتابة كما تعلم أهم وسائل المعرفة، ولولا الكتابة لما وصلنا الأدب الجاهلي، ولما وصلنا القرآن الكريم والسنة النبوية، ولولا الكتابة لما تعرفنا على حضارات الأمم السابقة، فالقلم هو الوسيلة الوحيدة لحفظ المعرفة ونقلها مع تعدد الوسائل والمخترعات الحديثة.
 
وقد حرص الإسلام على العلم والدعوة له، فهناك الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية تحث على طلب العلم والمعرفة، وكلنا يعرف أن الرسول  افتدى أسرى بدر بأن يعلم كل أسير يتقن العلم والمعرفة عشرة من المسلمين. ولست بصدد إحصاء وعرض آيات العلم والتعلم ولست بصدد حصر وإحصاء الأحاديث النبوية التي تدعو إلى طلب العلم والمعرفة والحث على طلبها. وإنما كان هدفي توضيح مقام العلم والعلماء في الإسلام. وكما دعا الإسلام إلى طلب العلم دعا كذلك إلى تبليغه ونشره.
 
وكلنا يعلم تماماً مجالس العلم والعلماء منذ عهد الرسول  ومن بعده عصر الخلفاء ومن بعده في دولة الإسلام من دولة بني أمية إلى دولة بني العباس إلى يومنا هذا.
 
كان لا بد من هذه المقدمة السريعة للدخول في مراحل تدوين العلم.
 
تدوين العلم:
 
إن الإنسان يعبر عن أفكاره وأحاسيسه وخواطره بالألفاظ سواء أكانت مفردة أم جملة، واللغة هي الوسيلة الوحيدة لنقل المعرفة بل هي وسيلة الخطاب ونشر العلم والمعرفة. ولابد للحفاظ على هذا الفكر واستمراره من تدوينه وكتابته ليحفظ وينقل إلى الآخرين، وكلنا يعلم أن العرب كانت تعتمد على النقل بالمشافهة، إلا أن هذه الطريقة انتهت بظهور نفر من المسلمين يعرفون القراءة والكتابة، وأذكر هنا بكتبة الوحي الذين لولاهم لما حفظ القرآن الكريم، فهم الذين كتبوا القرآن بأمر من الرسول الأعظم لإداركه بأن الكتابة هي مصدر المعرفة وهي أقدر الوسائل على حفظ ونقل هذا الكتاب المقدس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
 
من هنا نتلمس الخطوة الأولى للكتابة منذ عهد الرسول الكريم، وإن كانت الكتابة موجودة كما تقول المصادر في الجاهلية حيث كتَب العرب في الجاهلية المعلقات وغيرها مما وصلنا من التراث العربي في الجاهلية. ولما كان لها الفضل الأكبر في حفظ تراث الأمم وحضارتها فلا بد من ذكر المراحل التي مرت بها الكتابة لمعرفة تدرجها من حالتها البدائية إلى الصورة التي وصلت إليها في هذه الأيام.
 
الكتابة عند العرب قبل الإسلام:
 
قال ابن خلدون: «الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية، وهو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس فهو ثاني رتبة من الدلالة اللغوية»( ).
 
تدل الدراسات على أن العرب كانوا يعرفون الكتابة قبل الإسلام فكانوا يكتبون أهم أحداثهم على الحجارة، وقد أثبتت الأبحاث الأثرية وجود الكتابة العربية قبل الإسلام، وتعود هذه الكتابة إلى القرن الثالث الميلادي( ). وتذكُر الدراسات أن أكثر الآثار التي تحمل كتابات العرب كانت في الأطراف الشمالية للجزيرة العربية( )، حيث كان الاتصال وثيقاً بالحضارة الفارسة والرومية. مما يذكر أن عدي بن زيد العبادي المتوفى (سنة 35ق .هـ) حين كبر أرسله أبوه إلى الكتّاب ليتعلم العربية، ثم دخل ديوان كسرى، وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى( )، وهذا يدل على وجود بعض الكتاتيب في الجاهلية يتعلم فيها الصبية الكتابة والشعر وأيام العرب، وكان يشرف عليهم معلمون أمثال أبي سفيان، صخر ابن حرب بن أمية بن عبد شمس، وبشر عبد الملك السكوني، وأبي قيس بن مناف وغيرهم( ).
 
وكان عدد من اليهود قد تعلّم كتابة العربية، وكانوا يعلمون الصبيان بالمدينة، فجاء الإسلام وفي الأوس والخزرج عدد من الصبية يكتبون.
 
وكلنا يعلم أن الدراسات ذكرت لنا بعض النقوش القديمة مثل نقش النمارة ونقش قبر امرئ القيس.

الصفحات