خاطب الفلكلور والأساطير و الخرافات وحكايات الجن الطفولة عبر العصور، حيث إن كل طفل ذكي له حب غريزي وشديد إلى القصص الخرافية، والعجيبة والغريبة والخيالية بصورة واضحة.
أنت هنا
قراءة كتاب الساحر إوز العجيب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
"إن ثوبي فيه مربعات زرقاء وبيضاء،" قالت هبة، وهي تعدل بعض الثنايا التي فيه.
"أنه للطف منكِ إن ترتدي هذا الثوب،" قال بوق. "إن اللون الأزرق هو اللون المفضل لدى المنشكينين والأبيض هي لون الساحرة. لذا فأننا نعرف بأنكِ ساحرة طيبة."
لم تعرف هبة بماذا ترد، فالكل يعتقد بأنها ساحرة، وهي تعرف تماما ما هي إلا فتاة صغيرة جاءت بالصدفة بسبب إعصار إلى بلاد غريبة.
ولما تعبت هبة من مشاهدة الرقص، قادها بوق إلى المنزل، حيث أعطاها غرفة مع سرير فاخر. كانت الأغطية مصنوعة من قماش ازرق، ونامت هبة بسلام في الفراش حتى الصباح وتوتو ملتفاً بقربها على سجادة زرقاء صغيرة.
أكلت فطورها بشهية، وكانت تشاهد طفل منشكيني حديث الولادة، والذي كان يلعب مع توتو وكان يجر ذيله وكان يصرخ ويضحك بطريقة متعت هبة. وكان توتو أعجوبة تثير فضول لكل الناس، بسبب، أنهم لم يروا كلب من قبل.
"كم تبعد مدينة الزمرد؟" سألت الفتاة.
" لا اعلم،" أجاب بوق بحزن، "فأني لم أكن هناك أبداً. فالأفضل للناس الابتعاد عن إوز ما لم يكون لديهم تجارة هناك. ولكن مع هذا فالطريق طويل إلى مدينة الزمرد، وقد يأخذ منكِ أيام عدة. والبلاد هنا مرفهة وممتعة، ولكن عليكِ إن تمري على أماكن خطيرة ووعرة قبل إن تبلغِ نهاية الرحلة."
أقلق هذا الرأي هبة قليلاً، ولكنها لا تعلم سوى إن إوز العظيم سيساعدها على العودة إلى كنساس مرة أخرى. لذا قررت وببسالة إن لا تتراجع. ودعت أصدقائها بحرارة، وبدأت من جديد طريقها عبر ممر الأحجار الصفراء. ولما تجاوزت عدة أميال، رأت أنها يجب أن تأخذ قسط من الراحة. وعليه تسلقت قمة سياج على جانبي الطريق وجلست فوقه. وكان خلف السياج حقل ذرة كبير، ورأت على مقربة منه فزاعة، والتي وضعت على عمود لتخيف الطيور وتبعدها عن الذرة النامية.
وضعت هبة يدها على وجنتها وصارت تنظر إلى الفزاعة بتمعن. فقد كان رأسها صغير محشو بالقش، مع عيون، وانف، وفم مطلي في كيس وهو وجه الفزاعة. وقبعة مدببة زرقاء قديمة، والتي كانت يوما ما تعود إلى احد أبناء منشكين، وضعت شامخة على رأسه وما تبقى من الشكل بذلة زرقاء من القماش، متهرئة ومستهلكة، والتي كانت محشوة أيضاً بالقش. وعلى القدمين كانت هناك جزمة ذات قمة زرقاء، والتي كان كل أهالي هذه البلاد يرتدون مثلها. وكان الشكل مرفوع على وتدان من الذرة وعصا ملصقة بظهره.
وبينما كانت هبة تنظر بحماس إلى وجه الفزاعة غريب الأطوار المطلي، تفاجئت هبة لما طرفت واحدة من العيون نحوها ببطء. اعتقدت أنها كانت مخطئة في البداية، حيث إن فزاعات كنساس لم تكن تطرف، ولكن في هذه اللحظة أومأ الشكل برأسه نحوها بود. فنزلت من على السياج وتوجهت إليه، في حين كان توتو ينبح ويدور حول العمود.
"نهاركِ سعيد،" قال الفزاعة، بصوت أجش نوعاً ما.