كتاب "حقق الخير في ذاتك" لمؤلفته شيري أريسون هو امتداد طبيعيّ لكتابها الرائج على الصعيد العالميّ تصف شيري من خلاله تجاربها الاستثنائيّة وكيفيّة دمج قوّة عمل الخير في كلّ مفاهيم حياتها وعملها.
أنت هنا
قراءة كتاب حقق الخير في ذاتك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
نداء للجميع لعمل الخير
تخيّلوا ما هو الشعور الذي سيراودكم لو استيقظتم ذات صباح وفي قلبكم تدركون - وهو إدراك كان كامنًا لديكم دائمًا وأبدًا - بأنّ تغييرًا كبيرًا سوف يحصل؟ بأنّ هذا التغيير حيويّ ومرغوب ولا بدّ منه... وأخيرًا سوف يبدأ في التغلغل للوصول إلى كلّ أنحاء العالم؟
لقد تطلّعت دومًا إلى هذا التغيير. جميعنا مرتبطون به، كلّ إنسان في العالم. مستقبلنا المشترك هو شأن كلّ واحد منا. علينا أن نختار، أن نتحمل على الفور مسؤوليّة الطريق الذي نسلكه تجاه أنفسنا والآخرين، وأن نفهم تمامًا مدى تأثير اختياراتنا على محيطنا، على الكرة الأرضيّة وعلى البشريّة جمعاء.
كنت أتساءل طوال حياتي: «ما هو دوري؟» حاولت العثور على إجابات، عبر التأمّل الداخليّ وبواسطة أشخاص آخرين. بما أنّ كلا منّا يتحمل مسؤوليّة شخصيّة، سألت نفسي أوّلا، «ماذا يمكنني أن أعطي العالم بواسطة مهاراتي وتجاربي الحياتيّة الخاصّة وبواسطة النماذج المتاحة لي؟»
بدأت العمل في ولاية ميامي عندما كنت فتاة، وانضممت في بداية العشرينات من حياتي إلى مصلحة عائلتي حين بدأت تحقق نجاحًا باهرًا. وفي انتقال سريع إلى يومنا هذا – فنحن نقيم في البلاد، وها هو ابني الأصغر على وشك إنهاء الثانويّة، والمكتب الرئيسيّ الذي يدير شؤوني التجاريّة والخيريّة في أنحاء العالم يعمل من هنا. لقد شعرت (وما زلت أشعر) بأنّ هذا التغيير لن يسري عليّ إلا إذا بدأت من نفسي ومن ثمّ جميع دوائر حياتي، وذلك لأنّ العمليّة متواصلة.
عرفت بأنّني أستطيع جني الفائدة ليس فقط من مهاراتي وإنّما من خبرتي في الحياة أيضًا. كما أشرت، فقد شهدت حياتي نجاحات وإخفاقات من شتى الأنواع غير أنّها لم تحطمني. وقد تحدّثت بتوسّع عن مواجهتي لهذه التحدّيات الحياتيّة في كتابي الأوّل، «ولادة، حين تلتقي الروح والمادّة «، وعليه، فلا داعي لمواصلة الشرح في هذا السياق. لكن، عندما أتذكّر كلّ ما مرّ عليّ في حياتي، أشعر بأنّ الله وهبني كلّ ما لديّ، كلّ الأمور التي واجهتها - في السرّاء والضرّاء على حدّ سواء – لأنها هي التي جعلتني مَن أنا اليوم. أنا مصرّة أكثر من أيّ وقت مضى على أخذ مسؤوليّة شخصيّة للنهوض بعالمنا. عندما طلبوا مني تأليف كتاب آخر، لبّيت النداء وقرّرت أن يتناول كتابي قوّة عمل الخير. عرفت أنّني سأتحدّث عن تجاربي لتشجيع عمل الأعمال الخيريّة، سواء كفرد أو في إطار شركاتي وجمعيّاتي. فأنا أريد أن أعطي إلهامًا للآخرين لأنّني أعلم بأنّ كلّ إنسان قادر على إحداث تغيير هائل.
إنّني أتوق إلى تحقيق هذا الحلم البسيط والكوني، فقد استيقظت فجأة قبل عدّة سنوات وكانت لديّ فكرة لعمل الخير أضاءت النور في الظلام. تلخّص هذه العبارة جزءًا كبيرًا ممّا كان دومًا عبارة عن إيماني الداخليّ العميق، وحين بدأت أتحدّث مع المحيطين بي حول هذه الفكرة انتقلت اللهفة إليهم، فأدركت عندها أنّني أمام مشروع كبير.
يعتمد هذا الحلم على الإيمان بأنّنا إذا عملنا الخير، وإذا فكّرنا بصورة حسنة، واخترنا أن نستخدم كلمات، مشاعر وفعاليات إيجابيّة في حياتنا اليوميّة بصورة واعية فيستطيع كلّ منّا تعزيز الخير في عالمنا. أومن بأنّ الوقت حان لتحقيق هذا الحلم بالنسبة لنا جميعًا، في كافّة أنحاء العالم.