أنت هنا

قراءة كتاب حقق الخير في ذاتك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حقق الخير في ذاتك

حقق الخير في ذاتك

كتاب "حقق الخير في ذاتك" لمؤلفته شيري أريسون هو امتداد طبيعيّ لكتابها الرائج على الصعيد العالميّ تصف شيري من خلاله تجاربها الاستثنائيّة وكيفيّة دمج قوّة عمل الخير في كلّ مفاهيم حياتها وعملها.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: شيري أريسون
الصفحة رقم: 5
قوة عمل الخير
 
الحبّ قائم وموجود، ومثله الرأفة أيضًا. تخيّلوا كيف ستكون الأوضاع إذا تبادل الجميع التعاون! إذا تذكّر كلّ إنسان التفكير الإيجابيّ، التحدّث الإيجابيّ وعمل الخير بوعي - فأومن أنّنا نستطيع تغيير أنفسنا، وبواسطة هذه العمليّة يمكننا تغيير العالم برمّته معًا.
 
صحيح أنّ هذا الكتاب يتناول عمل الخير – ويبدو الأمر في منتهى البساطة والوضوح. لكن، هل تعرفون كيف تقدّمون العطاء من مكان إيجابيّ حقًّا وكيف تتلقّون بقلب منفتح؟ هل أنتم جيّدون أوّلا في التعامل مع أنفسكم؟ هذه المرحلة الأولى، وطوال سنوات صارعتها كثيرًا.
 
تتبلور وجهة نظرنا حيال الخير والشرّ وقواعد الحياة وأصولها عادة في طفولتنا وفي مرحلة المراهقة. وفي حالتي فقد بدأ ذلك في نيويورك وتواصل في ميامي وإسرائيل. نحن عائلة يهوديّة، غير أنّنا عشنا بنمط علمانيّ. ورغم ذلك، منذ سنّ مبكّرة أحسست بقوة كبيرة بيهوديّتي وشعرت بصلة عميقة مع إسرائيل. 
 
يقول لي الناس إنّني اليوم متديّنة أكثر من «المتديّنين»، لكنّني أفضّل أن أعرّف نفسي بأنّني إنسانة روحانيّة. أنا كيان روحي - مثلنا جميعًا - في رحلة التعرّف على رغبتي الشديدة وطريقي الحقيقيّة. أحاول أن أعيش حياتي بصورة مليئة وأصيلة، ماديًّا وروحيًّا. تنتابني رغبة هائلة في تقديم المساعدة لعموم البشر، وطريقتي هي أن أثير لدى الأشخاص وحيًا للتغيير وعمل الخير.
 
هذه هي اللحظة المواتية لتبديل أنماط سلوكيّة بشريّة واجتماعيّة قديمة كانت تعتمد إلى حدّ كبير على النقص، الطمع والخوف. حسب اقتراحي، فنحن نستطيع معًا – من خلال عمل الخير – تبديل معتقدات لا تعود علينا بالفائدة وما أطلبه هو أن يتواصل كلّ إنسان في العالم مع هذا الحلم ويساهم في تحقيقه. ولكي يحدث هذا – فإنّنا بحاجة إلى نسبة كبيرة من أشخاص يستجيبون للتحدّي وينضمّون إلينا.
 
إنّ عمل الخير هو أمر رائع، فلا يهمّ أين تسكنون، أين تتعلّمون وبماذا تعملون لتعتاشوا؛ ولا يهمّ ما سنّكم وما مجموعتكم الثقافيّة. يستطيع كلّ إنسان أن يقوم بأمور استثنائية حين يستخدم قوّة عمل الخير – في البداية من أجل نفسه، وفي وقت لاحق حين يتيح للخير أن يخلق حلقات فيبلغ العالم.
 
أرى كيف يصبو أشخاص كثيرون في العالم لعمل التغيير خلال السنوات الأخيرة، ويبدأون في البحث عن معنى وعمق أكبر في حياتهم. وهذا ما حدث لي أيضًا. عدد كبير من رجال ونساء ألتقي بهم خلال يومي، أدباء أطالع كتبهم، قادة أقدّرهم - من كافّة أنحاء العالم - يبدو أنّهم جميعًا موجودون في هذه المرحلة من التغيير ويبدأون في نفض أنماط بالية عنهم ويتحرّرون من القديم عبر الانتقال إلى الجديد.
 
البحث عن الأصالة
 
لكي نستطيع عمل تغيير كبير على أرض الواقع، هناك ضرورة لتواجد أعداد كبيرة تحرّكها طاقة خير ورغبة طيّبة أصيلة. فقط عندما تكون هناك أعداد كبيرة ممّن يفكّرون بإيجابيّة ويتحدّثون بإيجابيّة ويعملون الخير يمكننا إحداث تغيير جوهريّ ومتواصل في أحوال البشريّة.
 
أرى سير الأمور على النحو التالي: عندما يكتشف المزيد من الأشخاص جوهرهم الداخليّ الأصيل ويعبّرون عنها سوف نخلق واقعًا جديدًا يؤكّد على قيم جديدة من وحدة، حب، صداقة ورأفة. نحن نطوّر، أوّلا، قدرة على القبول الكونيّ، أي، قدرة على تقبّل أنفسنا وتقبّل الآخرين رغم الفروق بيننا.
 
يستطيع كلّ منّا استخدام كفاءاته المميزة لعمل التغيير والتأثير في مجاله، وبما أنّني سيّدة أعمال ولديّ بوصلة أخلاقيّة قويّة فإنّ الكثير من نشاطاتي تتمحور في مصالح تجاريّة وأعمال خيريّة، لكنّني بنفس المقدار تمامًا أتطلع من صميم روحي إلى عمل الخير في حياتي الخاصّة وفي علاقاتي اليوميّة. لا تتمّ كافّة الأمور بصورة مثاليّة لأنّ لا أحد فينا مثاليّ، لكنّني أبذل جهودي يوميًّا. 
 
لقد أدركنا في مجموعة أريسون أنّه بواسطة قيادة تجاريّة تتحلّى بالإصغاء والمراعاة فإنّنا نخلق عالمًا أفضل وذلك لأنّ المبادرات التجاريّة والخيريّة (بعكس الدول) هي مبادرات عابرة للحدود وقد تمنحنا تأثيرًا عالميًّا.
 
رغم كوني روحانيّة للغاية، إلا أنّني عمليّة بنفس المقدار تمامًا. وكما أشرت فإنّ مجموعة أريسون تضمّ جمعيّات خيريّة وتجاريّة. لدينا مصالح تجاريّة عامّة وخاصّة، في المجالات المالية، العقارات، البنى التحتيّة، الملح، المياه والطاقة. إنّنا ننظر في مجال المصالح التجاريّة، أوّلا، إلى الجانب الاقتصاديّ لكلّ أمر نقوم به. لكن، عندما ندرس مجمل جوانب كلّ صفقة، فإنّنا نفهم أحيانًا بأنّه قد تترتّب عليها نتائج سلبيّة بالنسبة لبني البشر أو الكرة الأرضيّة، وفي هذه الحالات فإنّنا ندع الصفقة لأنّنا لن نجني أرباحًا منها على المدى البعيد. 
 
لا يمكن أن يكون المال بحدّ ذاته القوّة المحرّكة الوحيدة - وهذا ما نراه اليوم بصورة واضحة. من جهة أخرى، عندما نختار مبادرات ومشاريع تصون العالم فإنّنا نحمي وجودنا البدنيّ والتجاريّ على حدّ سواء. عندما يكون العالم هو الرابح والمستفيد فإنّنا نجني فائدة أيضًا. لا شكّ في أنّ عمل الخير هو فعلا عمل مصالح تجاريّة جيّدة.
 
ليس من السهل العيش بصورة أصيلة وتعلّم الأخذ والعطاء باتزان. يحدث أحيانًا أن تتشوّش أعمال خيريّة وأن لا تتحقق نوايا طيّبة. ليست الطريق سهلة وميسّرة دومًا، لكنّني أومن أنّ عمل الخير فيه قوّة ليس فقط لعمل التغيير في حياتنا ولإثرائنا كثيرًا وإنّما أيضًا في إحداث حلقات يمكن أن يشعر بها الناس في العالم. ستؤثر أعمالنا الخيريّة الشخصيّة والمشتركة من أجل أنفسنا والآخرين في النهاية على كلّ جوانب حياتنا، وعلى الكرة الأرضيّة، وعلى البشريّة جمعاء.
 
أعي بأنّ هذا تحدّ كبير للغاية. لذا، هيّا نبدأ في عمل الخير من أجل أهمّ إنسان في العالم: من أجل أنفسنا!

الصفحات