كتاب "المرأة الفلسطينية وأغنية العرس الشعبية" للكاتبة كاملة بدارنه، يتمحور حول الأغنية الشّعبيّة النّسائيّة اختارته الكاتبة موضوعًا للدراسة؛ وبحسب ما تقوله الكاتبة حول اختيارها هذه الدراسة، "لأنّها تنبض بخلجات نفس المرأة، من مآسٍ ومسرّات...
أنت هنا
قراءة كتاب المرأة الفلسطينية وأغنية العرس الشعبية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
واقع المرأة في المجتمع العربي الفلسطيني
لقد نظر المجتمع العربي الى المرأة مدّة طويلة، نظرة شريعة حمورابي لها. يتولّى الأب أمرها قبل الزّواج والزّوج بعد الزّواج . وكانت تخضع لنظام العائلة البطريركية 25 . حيث فقدت المرأة أهميّتها في هذا النّظام وأصبحت خادمة رئيسيّة .
اعتبر المجتمع العربي المرأة تابعا وملحقا بالرجل باعتبارها الضّلع القاصر، والكائن الضعيف المحتاج لحماية الرّجل. " وكما في سائر المجتمعات القائمة على سيطرة الرجل، في المجتمع العربي ميل عفويّ إلى الإفراط في تضخيم دور الرّجل والتّقليل من أثر المرأة 26 . والشّعب الفلسطيني، ذلك الشّعب الزّراعي القروي بغالبيته، امتاز عن غيره من المجتمعات القطريّة العربيّة بالتّدرّج الهادىء القريب بين المدينة والقرية، كما منحه طابع المحافظة والاستقرار، وتميّزت فيه المرأة التي كانت تعمل جنبا إلى جنب مع الرّجل في الحقل . بالإضافة لدور الأمّ الذي اعتبر الدّور الرئيس لها 27. حيث جمعت المرأة الفلسطينية بين المرأة العاملة المنتجة اقتصاديّا، والمنتجة لقوّة العمل البشريّة نفسها (الأولاد) وعبّرت عن ذلك في أغنيتها .
والله لكتب جريده عَ بريق الزيت يا شاطره في الخَلا يا معدَّلِه في البيت
والله لكتب جريده ع بلاط رخام يا شاطره في الخلا يا معدّله في الدّار
والشّاطرة في الخلا هي التي تجيد أعمال الحقل الزّراعية الشّاقّة (إحضار الماء من العيون، والحصاد وقطف الثّمار وغيره ...)
وفي البيت تجيد غسل الملابس، والطّبخ، والتّنظيف، والاهتمام بالاولاد والزوج . وفي المدن اقتصر دور المرأة على الأعمال المنزلية ودور الأم , وعمل قسم من النّساء في الخياطة وصنع "البلوفرات" داخل المنزل 28 .
ونالت المرأة في المدينة حظّا أوفر في التعليم، بينما خلا المجتمع القروي من المدارس إلّا ما قلَّ من "الكتاتيب" التي انضم اليها الذكور وقلّة قليلة من الإناث. فكانت غالبيّة النّساء أميّة لا تجيد القراءة والكتابة. فقد لعب الانتداب البريطاني في فلسطين دورا كبيرا في الإبقاء على التّقليديّة والتّخلّف للمجتمع العربيّ الفلسطيني. فسياسة الانتداب التّعليميّة لم تكن تساعد على انتشار التّعليم إلّا بالدّرجة التي يحتاج بها النّظام الاستعماري إلى موظّفين يعرفون القراءة والكتابة. لذا فإنّ حكومة الانتداب كانت تقرّ ميزانية ضئيلة جدّا للتعليم، ولا تساعد على فتح مدارس جديدة أو التّوسع في التّعليم "29 . مع احتلال فلسطين عام 48, تأثّر وضع المرأة الفلسطينيّة بما طرأ من تغيرات على بنية المجتمع العربي الفلسطيني إثر الاستيلاء على الجزء الأكبر من الاأض وتشريد ما يزيد عن 900 ألفا من السّكان عن أراضيهم 30 - والقسم الذي بقي داخل فلسطين هو المتناول في هذه الدّراسة - حيث فهمت المرأة الواقع الجديد، وسُمع صوتها معبّرا عن رفضها لهذا الواقع ورفض التّهجير :
جيش الغوازي يابا ليلى جيش الغوازي
عسكر "هجانا" ع بلادي غازي عسكر "هجانا"
شُفت البدويّه يابا ليلى شّفت البدويه
قطعت هويه يابا ليلى قطعت هويه


