أنت هنا

قراءة كتاب قراءات أدبية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قراءات أدبية

قراءات أدبية

 كتاب" قراءات أدبية" للدكتور علي حسن خواجة،  يجمع بين دفتيه بعضًا من دراساتٍ أدبية مُحكّمة فلسطينية وعربيًة. وقد أُنجزت بين 2009-2012، وقد عالج جلّها قضايا علم النص وتحليل الخطاب. بلغ عدد الدراسات المختارة تسعًا.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 8
عرضُ:
 
للتداخلات النصية في الرواية المدروسة أشكال عدة، تنتظم أحد قالبين: التداخل النصي المباشر، حيث اتضاحٌ للمرجع والمُحال إليه، وغالبًا ما يتحقق عبر آليات الاقتباس والتضمين والاستشهاد. والتداخل النصي غير المباشر، حيث ضبابية المرجع أو المحال إليه، وغالبًا يكون في الأفكار والمعاني والأسلوب" (14)
 
يتجلى التداخل النصي في " القادم من القيامة" على النحو الآتي:
 
(أ)التداخل الديني: 
 
تغطي النصوص الدينية مساحة كبيرة في الرواية (15)، وهي تتكثف حول ثيمات تعمق أجواء الرواية وانشغالاتها الفكرية والنفسية. ترد هذه النصوص في الرواية عن طريق التضمين تارة، وفي صورة إشارات مرجعية مباشرة، كاستدعاء مفردات وتراكيب وأسماء تحيل إلى نصوص دينية معينة تارة أخرى. 
 
نهض استثمار الروائي وليد الشرفا للموروث الديني على شكلين: اقتباس مفردة أو تركيب أو آية، تضفي بعدًا علويًا على الخطاب الروائي، ويتحدد من خلالها علاقة الإنسان بالخالق، أو علاقة الإنسان بالإنسان، وفق منهج سماوي، ينهض على أسس الخير والحرية، أو يستثير الهمم للبذل والتضحية والعطاء، أو تعرية الآخر. يقول : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" (16)
 
أما الشكل الآخر، فيتمثل في استحضار شخصيات دينية كالمسيح ومحمد عليهما السلام (17) ترميزًا للعطاء بأبعاده المختلفة، وتلك الشخصيات تُستحضر" لغايات مختلفة منها: غاية الدعوة والاعتبار، أو استمداد القوة من الدين لإحداث توازن نفسي داخلي، أو جسر الهوة السحيقة التي تفصل بين الدين وتعاليمه ومعطياته من جهة، ومعطيات الواقع الممتلئ بقهر الإنسان واضطهاده، بل وقتله بدم بارد دون وازع من ضمير من جهة أخرى.
 
لقد وظف[ الروائي] هذين الشكلين بتقنيات وآليات متنوعة، ولم يجد حرجًا في الابتعاد عن دلالاتها الأصلية، أو تأويلها لبث مضامين جديدة تسري فيها روح العصر بأبعاده السلبية والإيجابية" (18). أسوق مجموعة من الشواهد المختلفة المرجعية:
 
(1) المسيح:
 
صوّر الروائي عمق الصراع الإنساني من خلال رؤيا معاصرة متعددة الأبعاد في شخصية ( المسيح)، ووقف أمام معاناة وجودية، وتجربة إنسانية شاملة لها أثرها الواضح في حياة الإنسان، ورصد من خلال آلية العَلَم معاناة الإنسان عبر الزمن. 

الصفحات