أنت هنا

قراءة كتاب أيقظ قوة عقلك الخارقة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أيقظ قوة عقلك الخارقة

أيقظ قوة عقلك الخارقة

كتاب "أيقظ قوة عقلك الخارقة" للكاتب د.

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
الإنسان مبني بصورة سامية مقدسة، لم يصنعه أي مختبر علمي، الحكمة والذكاء الذي ابتدعه أولاً، وصوره، بنى كل جزء ووظيفة عاملة فيه، هو الذكاء نفسه الذي يحيا في كل خلية من جسده، يجدده، ويشفيه. فلا شيء أبداً شفى الإنسان إلا عمل الروح التي تسري فيه. العلم فقط يُعَدِّل العظم ويثبته، والله يجعله صحيحاً كاملاً. الإنسان يضع فقط نيّاته، وإرادته، وإيمانه، ورغباته أمام الله سبحانه؛ وقوة الله وحكمته تقوم بالباقي.
 
يقول راسكين: «أفكارك تجلب إليك قوى من الخارج من ذات النوع الذي تخزنه في نفسك». والناس توّاقون بطبيعتهم إلى الأشياء التي تجلب لهم أغلى مسرات الحياة، وأشهى هباتها، ولكنهم لا يدركون أن حلقة الوصل في تلك القوى إنما ترقد في ذات أنفسهم. وأنهم دائمو البحث عنها خارج حدود ذاتهم.
 
والإنسان الذي ليست له غاية شريفة قوية أو غرض نبيل عظيم في الحياة، إنما يقطع عن قصد وتعمد «خط الاتصال بالقدرة الخلاقة» ويحرم نفسه متع الحياة ومسراتها التي قدّمت إليه دون مقابل.
 
إن من الناس من يسمح للماضي بأن يلعب دوراً وخيم العاقبة في حياته بدلاً من أن يزوّد نفسه منه بمثل طيب يعينه على توجيه نفسه، ويساعد على إرشاده في المستقبل.
 
للعقل «الباطن» براعة فائقة، ومقدرة عجيبة خارقة في إنتاج ما يقدم له من فكر وأهداف واضحة. ومن العجيب أن نسمح لأنفسنا بالاستمرار والمثابرة في التفكير بإلحاح في أشياء لا نحبها ولا نريد أن نقوم بعملها. بينما يكون العقل «الباطن - الخفي» طوال الوقت جاداً في البحث عن بعض الوسائل ليعبر بها تعبيراً مادياً.
 
إن الأحلام العقيمة الفارغة، والأوهام التافهة لن تنجز شيئاً؛ ولكن التركيز القوي الفعال المتبوع بالحركة هو الذي يحمل قدرة الفكر على العمل الذي نرغب في تأديته. أما أن نجلس ونفكر أننا في حالات وصفات من المثل العليا فهذا سهل لو كان يجدي. ولكن يجب علينا ألا نفكر فحسب، بل ينبغي علينا أن نعمل إذا أردنا تحقيق مُثُلنا العليا وما نرغب فيه من أشياء. ففي طريق تحويل الطاقة إلى أنماط وأشكال أخرى يجد الفكر تعبيراً وتحقيقاً لذاته.
 
إن الفكر سريع الحركة، ولكن يمكننا أن نضع بداية، وبعمل القليل الذي في قدرتنا، بإضافة القليل إلى هذا القليل يوماً بعد يوم، عن معرفة ودراية، يمكننا أن نحسّن تدريجياً قدراتنا التي كانت سابقاً خاملة هالكة، ومضيّعة. فالأشياء العظيمة تنتج دائماً من وصل أشياء صغيرة بعضها ببعض وصلاً بارعاً، وضم شملها بمهارة وإتقان. وباتخاذنا الخطوة الأولى نحصل على القدرة التي تساعدنا على اتخاذ الخطوة الثانية. وإذا كان لدينا الهدف الواضح فسنبلغ الغاية التي نرجوها ونأملها، وندرك الغرض الذي نسعى إليه ونريد أن نحققه.
 
إن الإنسان الذي يعمل على تحقيق أحلامه، إنما هو الذي يركز أفكاره على غرض أو هدف بعينه. ولا يسمح لنفسه أن يحيد أو ينحرف عن هذا الهدف حتى يتحقق. إنه يحفظ طاقته ويوجهها نحو هدف معين كالهدّاف الذي يركز انتباهه على الهدف عاملاً على إصابته. إنه يترك عقله لتنوع الفكر واختلافاته، ولكنه لا يسمح لأي إيحاءات مضادة أو سلبية أن تعيق تفكيره الذي صمّم عليه. ولكن هذا لا يعني أن يكون الإنسان متزمتاً أكثر من اللازم. وإنما ينبغي أن يتخذ لنفسه لحظات من اللهو البريء يجدد فيها نشاطه بالتسلية والرياضة لكي يوازن بين حياته وراحة عقله، حتى يمكنه في كل الأوقات أن يكون مالكاً لعقل متزن نشيط متيقظ مستنير، لا عقل متلبّد، منهك من فرط التعب والإجهاد.
 
الحقيقة التي لا شك فيها أن العقل والجسم الإنساني متشابكان ومتفاعلان بصورة لا تتوقف إطلاقاً. فكل شيء نفكر فيه أو نشعر به له علاقة بصحتنا الجسمية والعقلية. وطبيعة جسمنا وشكله تؤثر في صحتنا النفسية وتفكيرنا.
 
وحيث أن الحالة الجسمية والعقلية لكل منا غير منفصلة عن الأخرى، علينا أن نضع برنامجاً في حياتنا يتناول هذه العلاقة بين العقل والجسم، حتى نتمتع بالصحة والعافية والسعادة والنجاح.
 
يقول الدكتور شولمان أستاذ الطب النفسي في جامعة جورج تاون في واشنطن: «من الخطأ أن يبحث المرء عن عامل وحيد للمرض، ولا بد من أن تكون هناك عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية متشابكة».
 
فالعلاج الواجب أن يتبعه الأطباء بات علاجاً نفسياً وجسدياً. وما زالت البحوث الحديثة جارية للتعرف بصورة أكثر على علاقة الحالة الفكرية العقلية بالحالة الجسدية المرضية والصحية على حد سواء. وأن معظم الناس معرضون للمرض «الذهني» مهما كانت أعمارهم وأجناسهم.
 
وعلى الطبيب الحاذق إقناع مريضه بهذه الأمراض والحالات الذهنية، وإقناعه بعدم وجود أي خلل عضوي في جسده بهدف انتشاله من الحالة الذهنية التي أدت إلى مرضه.
 
الحقائق المعروضة في هذا الكتاب المميز هي لجميع الأعمار والأجناس. وإنني على يقين أنك سوف تتمتع بالصحة والعافية والسعادة والنجاح، إذا غيرت اتجاهك العقلي من الخيالات والصور والعواطف السالبة الهدامة إلى صور وخيالات وعواطف وأفكار وأهداف إيجابية من الصحة، والحيوية، والتوازن، والشباب الدائم، والسعادة والسلام. كما يقول الله تعالى: ﴿ﮬ  ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ    ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﴾ [الرعد:11]. فحسب اتجاه الإنسان العقلي وما يتخذه من قرارات تتجدد الصحة والمصائر وتقع المقادير ويغيّر الله حكم القدر بموجب قوانينه ونواميسه في الكون والحياة. ففي الكون نظام وقوانين مادية وروحية إذا ما اتبعها الفرد واندرج فيها نَعِمَ بالصحة والسعادة والكمال وتغلب على المرض والعجز والهرم.
 
جسم الإنسان مركب من بلايين الخلايا التي لا حصر لها. وفي كل لحظة يموت عدد منها وتحل محلها خلايا جديدة. فليست الحياة عموماً إلا سلسلة متلاحقة من الهدم والبناء.
 
وفي استطاعة الإنسان أن يستغل هذه التغيرات المستمرة لتحسين كل عضو في أعضاء جسمه، وفي وسعه أن يغير مجرى أفكاره وعواطفه وأن يقوي مراكز دماغية معينة تقوية ملحوظة. والعقل هو الرقيب والمهندس الذي يعيد تنظيم الجسم وبناءه. فهو الذي يسيطر على الحركات والسلوك والوظائف الحيوية. وكل تغير في العقل والدماغ يترتب عليه تغير في الجسم.
 
الشفاء بقوة العقل يعني الشفاء الذاتي ويعني طريقة جديدة من التفكير المعني بصحة الفرد الإنساني بكل أبعاده العضوية والنفسية والروحية. كما أن الشفاء بقوة العقل يزيد من فرص الشفاء بالأساليب الطبية الفيزيائية والجراحية وأي أساليب أخرى.
 
وبمطالعتك هذا الكتاب الذي بين يديك ستجد نوعاً من التسامي والتوجيه الإيجابي الذي هو مفتاح حل للأمراض العضوية بمختلف مسبباتها وذلك بتقوية الجهاز المناعي ومقاومته للأمراض، والتأثير في العقل الباطن بغرس الأفكار الإيجابية والاتجاه الذهني الإيجابي والقواعد الصحية السليمة والطعام والغذاء المتوازن مما يؤدي إلى حيوية وصحة متألقة وشباب دائم.

الصفحات