كتاب "عشرون"؛ هذه المجموعة هو الإبداع الأول لشاعرة ناشئة تجيد اختيار الكلمات بصورة شفّافة وليس يهمّها القالب الشعري بمقدار ما يهمها المضمون.
أنت هنا
قراءة كتاب عشرون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
- مقدمة -
نثر شاعريّ أم شعر منثور
قرأت هذه المجموعة وهي الإبداع الأول لشاعرة ناشئة تجيد اختيار الكلمات بصورة شفّافة وليس يهمّها القالب الشعري بمقدار ما يهمها المضمون. لم أجد شعًرا كلاسيكيا على طريقة بحور الخليل بن احمد بل وجدت هنا نثرًا فيه شيء من الشاعرية يميل إلى رومانسية الكلمة الممزوجة بوجدانية مراهقة! فالكاتبة الشاعرة تدرس في إحدى الجامعات ولما كانت في هذه السنّ أي مطلع العشرينات فإن رومانسيتها تغلب على كل ما تكتب.
هذا الديوان المحاولة الأولى, هو تصوير لمشاعر فتاة مراهقة تعيش لحظات حبّ ٍ حقيقيٍّ ولكن دون الخروج عن المقبول في المجتمع الذّكوريّ الكابت لكل المشاعر لدى فتياتنا العربيات. فالقارئ لقصائد دنيا سوف يلمس تحفّظها الشديد من الحديث عن أية علاقة حبِّ تتجاوز لمسة اليد إلى ما هو أعمق من ذلك!
هذا العشق المكبوت يتردد على طول أكثر من ثمانين صفحة حاولت فيها شاعرتنا أن تسكب عواطفها حبرًا على الورق فنشعر أنها تذوب رقّة وإحساسًا في وصف علاقتها مع فتى أحلامها.
إنها تدخل في التفاصيل الصغيرة, الصغيرة جدًّا حتى أنها تكاد تقنعك بصدق كلماتها! فالحبيب الذي تتحدث عنه لا علاقة مباشرة له معها فهو كما تقول في (ص-39):
"أعرف أنه هنا/ الطيور أخبرتني/ والأزهار لوّحت لي/ بوقع أقدامه/"
وتضيف مؤكدة:
" لا يعرفني/ ولا أعرفه/ لكني أعلم عنه أشياء كثيرة/ أعلم تقريبا كل شيء عنه/ دون أن يخبرني أحد بها/ دون أن أراها/ أو ألحظها/".
وعندما يبلغ العشق فيها مداه ولا تستطيع كبت مشاعرها بعد, تعلن وبصراحة متناهية أنها:
"أخذت حبك وحدك/ ولو جابه كل قانون/ كل الحنان والرأفة لقلبك الأخضر.. بل لكلّك/ أحبك مع القانون/ أحبك ضدّ القانون" (ص-101).
القانون هنا هو القيود الاجتماعية والعادات التي تحرم الفتاة من حريّة التصرف إلا ضمن المسموح به. فلماذا هذه الثورة فجأة؟! الجواب هنا بسيط وهي تردده قانعة بقولها "ما أصعب أن ننتظر!" (ص-114)
"ما أصعب أن ننتظر/ بحرقة.. بحنين..البدر كي يكتمل..
أتوه بين الشوارع المظلمة/ وأتوق للبعيد.. عن قرب.. أن يتصل! /أن يصل!"
أما في قصيدتها "طرق بابي" فقد وجدت لغة جميلة ومضمونًا مميّزًا, فهي في هذه القصيدة (ص-45) تقف إزاء المرآة تمسّد شعرها بيديها وتسمع طرقات على الباب وتتساءل تساؤل العارف هل حبيب القلب بالباب؟! وهل سيأتي؟! كانت تريد خداعه وأنه لن يأتي! ولكن لما ورد السؤال: "من الطارق؟" أجاب بأنه هو فقد أصابتها رعشة شديدة حار منها وجدانها واضطربت حتى كادت تهرب من المقابلة, إلا أنها تهرب منه إليه تحييه وكان بودها أن تسأله: لماذا أتى؟!