كتاب "الأطفال الأوتيستك"، أعد المؤلف هذا الكتاب حتى يكون مرجعاً نظرياً يفيد الآباء والأمهات الذين يعانون من مشقة هائلة للتعرف على طبيعة الحالة التي يعاني منها أطفالهم المصابين بالأوتيزم وحتى يكون ايضاً مرجعاً للباحثين الجدد الاخصائين الراغبين في إعداد التدخ
أنت هنا
قراءة كتاب الأطفال الأوتيستك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
مقدمة
Introduction
شهدت العقود الماضية اهتماما كبيراً بالأطفال ذوي الحاجات الخاصة، سواء المعاقين فكرياً أو الصم وضعاف البصر أو المكفوفين أو غير ذلك من تلك الفئات التي تحتاج إلى مجموعة من الخدمات الخاصة المساندة، وأصبح لسان حال الباحثين والكتاب والمنظرين يدعوا للتدخل المبكر معهم، بغرض رعايتهم وتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية والتأهيلية اللازمة لهم بما يسهم في تحقيق قدر معقول من الكفاءة الذاتية والاجتماعية والمهنية التي تمكنهم من الانخراط في المجتمع عن طريق قدر معقول من التوافق.
وتعد فئة أطفال الأوتيزم (أطفال الأوتيستك) إحدى تلك الفئات الخاصة التي تحتاج إلى رعاية وتدريب وتعليم وتأهيل يؤدي بهم إلى العودة مرة أخرى للتفاعل مع أسرهم وأقرانهم العاديين والانصهار في بوتقة المجتمع، كما يعد ميدان البحث في إعاقة الأوتيزم ميدان بكراً في الأوساط العربية مازال في حاجة ماسة للبحث والدراسة بهدف تحقيق قدر مناسب من الممارسة العلمية الجادة.
إن مشكلة الأوتيزم هي بالفعل مشكلة محيرة، لأن طفل الأوتيزم لا يبدو من مظهره الخارجي أنه يعاني من أي قصور، فهو يبدوا طبيعياً تماماً وبالتالي يصعب التعرف عليه أو تشخيصه للوهلة الأولى، ويضع أطفال الأوتيزم من يتعامل معهم من آباء أو أخصائيين نفسيين أو معالجين مهنيين في حيرة شديدة وذلك نتيجة اختلافهم الشديد عن غيرهم من الأطفال، فالطفل الأوتيستي (طفل الأوتيزم ) يبدوا مثل الحاضر الغائب، فهو حاضر جسدياً ولكنه غائب في عالمه الخاص، وتجد نظراته تنفذ من خلال الآخرين ولكنها لا تتوقف عليهم ولا يبدو عليه أنه يهتم أو يشعر بمن حوله، إنه طفل يصرخ صرخة صامتة.