كتاب "الانطلاق من الصفر"، يتناول هذا الكتاب قصة رجل ولد فقيرًا في جزيرة توكونوشيما أصغر جزر اليابان الجنوبية وأكثرها تحديًا وكفاح، عمل وناضل وتحدى ورهن حياته ليحقق حلمه في بناء اكبر مجموعة طبية في العالم مبتدأ من الصفر، لقد صمم وهو في سنته العاشرة أن يكون ط
أنت هنا
قراءة كتاب الإنطلاق من الصفر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
أخيرًا تحقق الحلم.. مستشفى في مسقط رأسي :
سؤال : يا دكتور «توكودا» ظللت تحلم طويلاً برعاية علاجية مثالية يتم الحصول عليها على أعلى مستوى في أي وقت وفى أي مكان، ولأي شخص مهما كان، وقد استطعت حتى الآن أن تنشئ أحدى عشرة مستشفى، وهنا يأتي السؤال المهم وهو: ما السبب الذي جعلك لا تنشئ مستشفيات مماثلة في مناطق نائية ؟ لماذا لم تنشئ مستشفى في مسقط رأسك وهي جزيرة «توكونوشيما»، على الرغم من أن هذا الخاطر كان يراودك منذ فترة طويلة، فهل حقًا ما سمعناه بأن المراحل الأولى لإنشاء مستشفى في جزيرة «توكونوشيما» قد بدأت بالفعل ؟
الإجابة : نعم أخيرًا أصبحت هناك إمكانية لإنشاء مستشفى في مسقط رأسي وهي جزيرة «توكونوشيما». إن ذلك الانتقاد الذي ذاع وانتشر من أن «توراه توكودا» ـ أنا ـ هدفه الوحيد هو التكسب وجمع الأموال لأنه يبني مستشفياته في المدن الكبرى فقط، لم يكن هو الانتقاد الوحيد، بل كانت هناك انتقادات من نوع آخر. لكن مستشفى مجموعة «توكوشوكاي» الذي سيتم إنشاؤه في جزيرتي ومسقط رأسي «توكونوشيما» سيكون الخطوة الأولى الموضوعية الملموسة في سبيل تحقيق الهدف المثالي الذي أسعى إليه، فهذا المستشفى معناه أكبر من أن يكون مجرد مستشفى من المستشفيات.
سؤال : ماذا تقصد بذلك ؟
إجابة : ستكون مستشفى «توكونوشيما» هذه نقطة الانطلاق لكي أجعل من مجموعة جزر «أمامي» بجنوب غرب اليابان أكثر المناطق مثالية في العالم كله على الرغم مما يقال عنها من أنها مجموعة من الجزر المنعزلة من جميع النواحي التاريخية والعلاجية والاقتصادية، إنني أريد أن أصنع نموذجًا لمنظومة الرعاية الطبية المثالية من أجل مستقبل العالم، وسأجعل الناس في العالم كله يحلمون بالذهاب إلى هناك.
على الرغم من أنني ولدت وترعرعت هناك في جزيرة «توكونوشيما» إلا أنني لم أفعل شيئًا كي أردّ ذلك الجميل، في الفترة الأخيرة بقيت طوال الليل والنهار أشاهد حلم إنشاء مستشفى في جزيرتي الصغيرة، إن ما أقوله الآن هو بمثابة إقرار أقدمه لجزيرتي وأبناء جزيرتي، لقد تضخم هذا الحلم كي لا يقتصر فقط على جزيرة «توكونوشيما»، بل شمل مجموعة جزر «أمامي» كي يصبح أملاً كبيرًا في سبيل جعل تلك المنطقة نموذجًا مشرفًا للرعاية الطبية المتكاملة يحتذي به العالم كله، ذلك لأنني لو نجحت في مسقط رأسي فسوف أستطيع أن أحقق النجاح في اليابان ولكل البشرية في العالم أيضًا، لكن هذا لم يكن يتعدى أن يكون حلمًا، وحتى شهر ديسمبر (كانون الأول) 1984 لم أكن أتصور ولا حتى في الحلم أن أبدأ وضع الأساسات هكذا في شهر مايو (أيار) من هذا العام ( 1987)، وسوف يصبح هذا الحلم خلال شهر أو شهرين واقعًا حيًّا على الأرض بمعنى الكلمة.
على سبيل المثال إذا قام شخصٌ بتربية كتاكيت إلى أن تصبح دجاجًا كبيرًا، وظل ينتظر أن تضع تلك الدجاجات البيض، فقد يحدث ألاّ تضع تلك الدجاجات بيضًا أبدًا !. ولكن إذا شغل المرء نفسه بأمور كثيرة قريبة منه، ونسى أمر دجاجاته فقد يحدث أن يجد أنها قد وضعت بيضًا دون أن يشعر، وبحساب الفترة الزمنية فسوف يدرك المرء أن وضع البيض في ذلك التوقيت سيكون أمرًا طبيعيًا، بل إنه يشعر كما لو كانت الأفراخ قد وضعت البيض في فترة سريعة قياسية، بعد ثلاث سنوات من الآن سيصبح من الممكن عمل منطقة نموذجية بجزر «أمامي» حيث يقوم بها مستشفى شامل يغطي احتياجات تلك الجزر، إن العجلة إذا دارت بكل طاقتها فسوف يتحقق المراد في غمضة عين.
وحتى الأمس القريب كان الناس يقولون : «إن ذلك الرجل يهذى، إن توكودا يغالي في القول ويتشدق بما لا يستطيع أن يفعله، فتراه لا ينوي أبدًا أن يبني مستشفى في جزيرة توكونوشيما ولا في غيرها».
إنني أيضًا « بعد أن انتهيت من إنشاء مستشفيات شاملة في كل منطقة جزيرة «كيوشو» بما فيها محافظة «كاجوشيما» كنت أشك في قدرتي علي إنشاء مستشفى بجزيرة «توكونوشيما»، ولكن ها أنا أقوم بوضع الأساسات لذلك المستشفى المنشود في شهر «مايو» (أيار) عام 1985، وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 1984 انقشعت السحابة التي كانت تحجب الرؤية عن عينيّ واستطعت أن أنظر إلى العالم كله من جزيرة «توكونوشيما».
سؤال : ما الذي حوّل دفة الأمور فجأةً هكذا في طريق النجاح؟