أنت هنا

قراءة كتاب يحدث تحت سماء تشرين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
يحدث تحت سماء تشرين

يحدث تحت سماء تشرين

كتاب "يحدث تحت سماء تشرين"، في هذه المجموعة القصصية تذهب رانية إلى التحرش بكثير من القضايا السياسية، التي يبدو بعضها حساسا أو مسكوتا عنه، سواء فيما يتعلق بالحراك الشعبي في الأردن والأقطار العربية الأخرى، أو فيما يتعلق بالفساد والإصلاح، مدينة النهج المضلل ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
تقديم
 
 
رانية الجعبري إذ تكسر التابوهات بقبضة وعيها
لم تكتب رانية الجعبري قصصها القصيرة من شرفة بيتها، أو من وراء مكتبها الأثير، بل يخيّل إليّ، وربما لغيري ممن سيقرأون هذه القصص، أنها كتبتها في الشارع، حيث الناس وهمومهم الشخصية والوطنية، وكأن رانية أرادت بوعي مسبق توثيق لحظات وأحداث مهمة ستترك أثرها على مستقبل الوطن وأبنائه·
في هذه المجموعة القصصية تذهب رانية إلى التحرش بكثير من القضايا السياسية، التي يبدو بعضها حساسا أو مسكوتا عنه، سواء فيما يتعلق بالحراك الشعبي في الأردن والأقطار العربية الأخرى، أو فيما يتعلق بالفساد والإصلاح، مدينة النهج المضلل الذي يحاول بعض المسؤولين الترويج له، لتتحدث أيضا عن العلاقة الفلسطينية الأردنية، وتأثير انهيار الاتحاد السوفييتي واحتلال بغداد، على المجتمع الأردني بشكل عام، وعلى نخبته السياسية والثقافية بشكل خاص، ويبدو واضحا وعيها السياسي في معالجة الأحداث والتعامل معها، فنراها تدين بقسوة بعض شخوص قصصها الذين أداروا ظهورهم للمبادئ، في وقت تدفع بشخوص آخرين إلى قلب الحدث السياسي، كي تقدم لنا الصورة الأخرى لجيل عربي نجح في إعادة الاعتبار لمنظومات كنا اعتقدنا أنها انتهت·
اللافت للنظر في هذه المجموعة أن القاصة اختارت الصحافة مهنة لبعض بطلات قصصها، فيما حرصت أن تكون معظم بطلاتها مثقفات أو كاتبات، وهذا في رأيي يعود إلى أكثر من سبب، فرانية نفسها صحفية وكاتبة، وقد تركت الصحافة والكتابة تأثيرا مهما في حياتها، ثم إنها أرادت أن تسقط بعض سماتها على بطلات قصصها، وتمنحهن مساحة واسعة من التعبير عن آرائهن، بسبب إطلالتهن على الأحداث السياسية، وقدرة الكاتب الصحفي على قراءة المشهد بعيون مختلفة·
في قصص المجموعة نشعر بألفة المكان أيضا، فالمكان كان بطلا، دوار الداخلية، السفارتان التونسية والمصرية، وزارة التنمية السياسية، جبل اللويبدة وجبل عمان وشارع الرينبو وغيرها من الأماكن التي نعرفها، ربما لتقول لنا إن هذه قصصكم أنتم فاقرأوها، وما أنا إلا واحدة منكم، من جيل قرر أن لا يظل صامتا· 
هنا تقدم لنا القاصة وجبة كاملة الوعي والمهارة، قطفتها من يومياتنا، وجبة مبللة بالمطر في معظم محطاتها، ليكون هذا المطر قادرا على إنبات ربيعنا الذي ننتظره، ربيعنا نحن الذي نصنعه بأيدينا بعد أن خابت كل ظنوننا بربيع لا يحمل سمات أهلنا، ربيع سرقه منا الغزاة قبل أن يثمر حرية انتظرناها أجيالا·
يحدث تحت سماء تشرين، بل يحدث تحت سماء الشهور كلها، مجموعة قصصية تنتمي لأدب الرفض والمقاومة، أدب الحراك الشعبي، ورانية ابنة هذا الحراك الذي كسر كل الحواجز والتابوهات التي حاصرتنا من قبل، هي الأقدر على تصوير الواقع وقراءته، وسيجد القارئ لهذه المجموعة أن الكاتبة تنظر بعين واحدة لجميع قضايا الأمة، في الأردن وفلسطين والعراق ومصر وتونس، باعتبارها قضية واحدة متداخلة، أساسها الحرية والديمقراطية وكرامة الانسان·
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن رانية الجعبري كانت تطل بشخصيتها بين فترة وأخرى من بين سطور قصصها، تطل بغضبها ونزعتها الاستقلالية وتمردها وخيباتها أيضا، لتقول لنا إن هذا الجيل قادر على بناء مستقبل يليق به·
 
هشام عودة     
كانون الثاني 2013

الصفحات