أنت هنا

قراءة كتاب الضباب والغابة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الضباب والغابة

الضباب والغابة

في مجموعته القصصية "الضباب والغابة" يحاكي "فلاح الجواهري" ذكريات الزمن القديم فيناجي الآخر بقدر ما يتحدث عن الذات. هي قصص وحكايات وذكريات عاشها مؤلفها في أزمنة مختلفة، على طول حياته ومفترقاتها.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
لحظة سارعت لتستوحي منه على وريقاتك، لقطة من مزاجه البحري·· 
 
عبرتَ فيها بألوانك على عجل وانفعال منبهر منتش·· 
 
وجدت نفسك وفرشاتك وألوانك قد أبدلت مسارك ومسار كل أدواتك، لتماشي مزاجه المتبدل في غنج، ثانية بثانية···
 
هنا تحت ذراعك، وأنت تسير على غيمة من ذهول حالم، شاشات مترامية الأبعاد تظهر عليها تفاصيل ذكرياتك، براقة متفجرة الألوان زاهية حينا، ضبابية غامضة عسيرة الوضوح حينا آخر·
 
عدّتك تلك، قرّبت الأبعاد التي تلاشت·· الهيئات والفضائات المترامية·· الجدران المصمتة والنخرة المتهاوية·· الواحة والصحراء·· النهر المتدفق والجدول الرائق·· 
 
 ضفاف الطين والرمل·· وأرضاً مشت فيها أخاديد الجفاف المعروقة···
 
هنا سعف النخل المتناثر الهفهاف كشعور السعالي في ليلة عاصفة· 
 
هنا حزنها الأزلى المستوحش في لفح هاجرة صموت·· 
 
هنا تحت ذراعك جبال كردستان الملونة تتدرج بوضوح عبر الزرقة البنفسجية من أوشحة الغروب، تخال السلاسل المتلاشية في الأفق البعيد تمتد إلى أبدّية غامضة·· 
 
هنا وتحت ذراعك الوطن الذي تستحضره متى ما أمضّك الشوق وأنهكتك الغربة·· 
 
لقد انرت بما تحمل عتمة الشمال الاسكندنافي الطويلة الحزينة·· 
 
أنت أيها المقرور بالبرد والغربة! ها قد ألهبت بتوهج ألوانك اصقاع العدم الجليدية· 
 
كم كانت تلك الأدوات المتواضعة بديلا عن عقاقير الاكتئاب وأسرّة الردهات الصامتة الأكثر اكتئابا، 

الصفحات