أنت هنا

قراءة كتاب الضباب والغابة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الضباب والغابة

الضباب والغابة

في مجموعته القصصية "الضباب والغابة" يحاكي "فلاح الجواهري" ذكريات الزمن القديم فيناجي الآخر بقدر ما يتحدث عن الذات. هي قصص وحكايات وذكريات عاشها مؤلفها في أزمنة مختلفة، على طول حياته ومفترقاتها.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7
تواصل إبحارك السندبادي في بحور الغلالات الشافة وعماليق الظلال وأشباح الغواني الراقصة·
 
فجأة تخترق الأحزمة الضبابية السابحة أصابع ساحرات متشعبة مستدقة·· يمتد بعضها صوبك في حين ترتفع أخرى، ممشطة شعورا كثة متشابكة خضراء تتدلى من بعضها جدائل معثكلة ملفوفة بشباك من خيوط العناكب·
 
·· تزيح الأغصان وتطفو على وجهك ابتسامة منتشية من دعابات الساحرات الطفولية، التي تحاول استثارة خوفك الغريزي ونبش مكامنه·· 
 
تحني رأسك مارا تحت أنامل الأغصان العارية·· تحس بالأنامل المستدقة تمشط شعر رأسك·· تسمع أنين تكسّر بعض هذه الأنامل الرقيقة·· تزيح البعض الآخر بأناة وحذر عطوف، وأنت تواصل خطواتك·· تخشى أن تفسد دعاباتهن بكسر أنامل رقيقة أخرى·· تسمع صرير حطام أطراف أخرى تساقطت عبر أزمنة متباعدة·· تحس حصيرتها الإسفجية تحت قدميك·
 
فجأة، وكما تنزاح ستارة مسرح بأناة وبطء وصمت، تتباعد الأبخرة وتشف·· 
 
تنساب حزم متكسرة من الضوء بين الكتل الكثيفة الخضرة·
 
·· تخطو بضعة أمتار تجاه منابع الضوء·· ينبلج أفق رحيب لماع الخضرة تنزلق فوقه بقع النور المصفرة البراقة·· 

الصفحات