في مجموعته القصصية "الضباب والغابة" يحاكي "فلاح الجواهري" ذكريات الزمن القديم فيناجي الآخر بقدر ما يتحدث عن الذات. هي قصص وحكايات وذكريات عاشها مؤلفها في أزمنة مختلفة، على طول حياته ومفترقاتها.
أنت هنا
قراءة كتاب الضباب والغابة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الضباب والغابة
الصفحة رقم: 5
تغوص في الوحل مصرّا على متابعة تخبطك كطفل عنود··
وخز يدمي ذراعك·
تتخطى سياج أسلاك شائكة فتنهب مساميره نتفا من ثيابك··
تـُدمى ساقاك
تسير حثيثا في مجاهلك··
أنت محوط الآن بأحزمة ضباب أكثف وأشباح تتحرك·· تظهر وتختفي·· انها جذوع السنديان الضخم العتيق··
تواصل··
خيمات وسيعة من أغصان الصنوبر تهفهف فوق رأسك··
تضرب إحداها قينثال عليك مطر إبري وقطيرات تنثر وجهك بالماء والعطر الصنوبري··
تسكر بنشوة عابرة·
تزداد كثافة الألوان وروائح اللحاء والأغصان المنخورة، والجذوع وحصيرة الإبر الصنوبرية المتخمرة، والعفص والأعشاب الندية··
·· لتربة الغابة المنتفخة بالأشنات عطر يتمايز عن كل ذاك المزيج الآخر من عطور الأشجار وبقاياها·
·· يتنامى فضولك من ذلك المشهد، يلفـّك غموض يمتزج بخوف الغريزة من عتمات مجاهل الطبيعة البدائية··