أنت هنا

قراءة كتاب الضباب والغابة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الضباب والغابة

الضباب والغابة

في مجموعته القصصية "الضباب والغابة" يحاكي "فلاح الجواهري" ذكريات الزمن القديم فيناجي الآخر بقدر ما يتحدث عن الذات. هي قصص وحكايات وذكريات عاشها مؤلفها في أزمنة مختلفة، على طول حياته ومفترقاتها.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
كانت فرشاتك حبل نجاتك الذي تسلقته لتخرج من عتمة أقبية الإحباط إلى فسحة الأمل النيرة·
 
·· وفيما أنت في فيافيك، حاملا متاع همومك، تجد فسحة صغيرة من تعب التجوال والضياع·· تسارع فتلقي بعصا ترحالك في استراحة بين المتاهات·
 
تجد ركنا دافئا تضع فيه حاملة خشبية·· علب ألوانك وأنابيبها·· لفائف من أقمشة الكتان·· صفحات وسيعة من الورق·· رزماً من كتب، وعددا من أشرطة موسيقية·· 
 
فجأة تكتشف أنك ابتـنيت وطنا صغيرا تستعيض به عن الوطن المتنائي عنك يوما بعد آخر·· 
 
ذلك السراب المخادع الذي كلما اقتربت من صفحة مياهه بعطشك الممض، نأى عنك إلى أفق أبعد· 
 
·· يا لك من مزمن ضياع·· 
 
على مشارف عقدك الثامن، وما زلت عند مفترق الطرقات·
 
هل انت الذي تتبع الضباب أم أنه هو الذي يتبعك، ها هي أحزمة منه تقترب منك متوجسة، شاحبة، حذرة، تنزلق فوقها أوشحة أخرى باتجاهات مغايرة·· 
 
حواشي الاوشحة المتهدلة تـُسحب فوق سطح التربة الندية التي تبان من خلال الستائر الشافة المشرشرة بقعا وأخاديد وكتلا طينية·
 
تتوارى هذه المعالم لتظهر بعد لحظة في مكان آخر·· 

الصفحات