بدا الطريق القصير بين بيته والمسجد، كأنما هو ميل طويل، مر بمركز الشرطة، استعرض في كل خطوة مئات الصور والأصوات والأيام، الألم يعتصره، تذكر كل شيء عن الطفلة ...
أنت هنا
قراءة كتاب جبل السبع البنات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
قطعتان معدنيتان
الضابط: أين فقدت بندقيتك يا سعيد؟
تلعثم لحظة، ثم تلفظ بكلام غير مفهوم·
العريف: هيا يا سعيد أخبر البيه أين فقدت البندقية؟
- لا أدري أين هي، آخر ما أذكره أنني وضعتها في خزانة السلاح·
- ألم تكن معك عندما ذهبت لزيارة الأهل بالديرة؟
- لا·
- يقول أحد الجنود إنه رآك في سوق الخميس· لماذا ذهبت إلى هناك؟
- ذهبت لشراء بعض ما يلزم العائلة· السوق قريبة من ديارنا·
فاجأهم رجل بدخوله إلى غرفة التحقيق مع أنه كان قد نبه من قبلُ على جندي الخفر بأن لا يسمح لأي شخص مهما كان بالدخول·
تقدم الرجل وأدى التحية العسكرية مع أنه في زي مدني· همس في أذن الضابط· أخرج الضابط قطعتين معدنيتين من النقود· ناولهما للرجل بعجالة، وقال له في شبه همس: اشتر ما يلزم· أدى الرجل التحية وانصرف·
يساعد الضابط في التحقيق عريف وكاتب يضبط المحضر· حضر التحقيق أيضاً، أحد مفتشي الأمن العام الذي وصل لتوه في ذلك الصباح إلى أبها قادماً من المقر الرئيسي بمكة المكرمة·
عندما وصل الرجل إلى باب الغرفة، قال له الضابط: سوف أحضر عند أذان الظهر·
- يا سعيد·· البيه سوف يصفح عنك إذا قلت الصدق· وأنت تعرف أن البندقية من ممتلكات الحكومة· وسوف نعثر عليها إن عاجلا أو آجلا· من الأفضل أن تخبرنا يا سعيد· هذه حلال الدولة، ولا بد من العثور عليها· أنت تعلم أن فقد السلاح يسبب مشكلة كبيرة ليس لك أنت فقط، وإنما للبيه وللقيادة ولجميع الأفراد· لو دللتنا عليها، سوف توفر المجهود علينا، وفي الوقت نفسه يتمكن البيه من الكتابة إلى المركز الرئيسي للصفح عنك·· حتى لو أنها ضاعت منك بأي شكل من الأشكال·