قراءة كتاب أقصى الحديقة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أقصى الحديقة

أقصى الحديقة

المجموعة القصصية "أقصى الحديقة" صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وهي المجموعة القصصية الثامنة لميسلون هادي، وتضمنت خمس وعشرين قصة قصيرة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
تروي له أسطورة قديمة عن امرأة عندها ولدان وعندها فاكهة تعطي القوة لمن يأكلها، ولكن المرأة متحيرة كثيراً، ولا تدري لمن تعطي الفاكهة التي لا يستطيع أن يأكل منها سوى شخص واحد·· هذا ما تقوله الأسطورة التي تحذر من عقوق الأولاد·· فجعلت الأم تمتحن ولديها، قائلة لهما من يفز بالامتحان سوف يأخذ الفاكهة، ومن سيدور حول العالم ثلاث مرات ويعود إلى هنا قبل الآخر فهو الفائز بالفاكهة· أسرع الأول وكان نحيفاً وركب على طاووس سريع ودار حول العالم ثلاث مرات، وركب الآخر وكان سميناً على ظهر سلحفاة عملاقة ودار حول أمه وأبيه ثلاث مرات·· قال أنا لا أحتاج أن أدور حول العالم فأنتما بالنسبة لي العالم كله، ولهذا السبب فاز الولد الذي دار حولهما بهذه الفاكهة ·
 
 أحياناً تحمل مروحة القش في يدها وتحركها لكي تطير الحشرات ولا تقف على ثوبها الأسود·· إنها تطن في الهواء المعتدل·· هواء طيب الرائحة ·· والحشرات ترفرف بأجنحتها، ولا تطير بعيداً عن ثوبها المكوي بالبخار·· أما لولو، فكانت ترفع رأسها وتتابع بعينيها الخضراوين كل الحشرات·· وما إن يتحرك ثوب أم الخيطان حتى تنهض وتدور حولها وتنظر إلى يديها وهي تموء وتلج في المواء، وكل ذلك من أجل كلمة واحدة تسبق رمي الطعام:
 
- تعالي·· تعالي·
 
بعد ذلك لا تبالي إذا سمعت الشتائم من فمها، ولا تتجاسر عليها عند جلوسها في الشمس الدافئة، ولكنها تهرب عندما تسمع صوتها المرتفع··· وتعود بعد قليل إلى طعامها قرب السياج، وتترك أم الخيطان وحدها وهي تعمل في أكل الخيوط التي تخيط بها القماش وفي إصبعها الكشتبان· أحياناً تحمل قطعة القماش التي تخيطها إلى الشمس، وتغني بصوت خفيض جداً يجعل لولو ترفع رأسها لتشم الهواء قبل أن تبدأ الطعام ·· ويستمر الغناء إلى أن تنهي لولو طعامها في إحدى الممرات، فتقول لها أم الخيطان:
 
- والآن ابتعدي عني·
 
لا تفتح الباب إذا نقرها الجيران، وجرس الباب عاطل منذ زمن·· تتعارك مع أولاد لا يراهم أحد، وأحياناً تلوّح بيدها في الهواء وتسقط مروحة القش من حضنها فتفز منها زوزو الخوافة التي تهاب أم الخيطان، وفتفوتة أيضاً لا تقترب ··على العكس من لولو الوقحة التي تتمطى بقوة·· ويكاد جسمها يتقطع من شدة التثاؤب ·· ولا تخاف من أحد، عدا في الأيام العاصفة وفي أوقات الجوع·· أو عندما تغلق أم الخيطان باب المطبخ بعد الظهيرة ··أكثر من مرة·· وتطفئ النار تحت إبريق الشاي الذي يفور أكثر من مرة··· وتسد الماء أكثر من مرة ·· وتردد بصوت عال: هل أغلقت باب الكراج؟ إي أغلقتها·· ولكني سأتاكد ·

الصفحات