المجموعة القصصية "أقصى الحديقة" صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وهي المجموعة القصصية الثامنة لميسلون هادي، وتضمنت خمس وعشرين قصة قصيرة.
قراءة كتاب أقصى الحديقة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
- ولا تدعه يرن عشر مرات دون أن ترد··
- لا لن أدعه يعد عشر مرات دون أن أرد· سأرد عليك قبل أن يعد· ولكن كيف يعرف الموبايل أن يعد؟
- إنه أحسن واحد في العد·
- معنى ذلك أنه شاطر في الحساب؟
- نعم إنه شاطر في الحساب·
يُدخِل رأسه من النافذة بعد أن تصل السيارة إلى البيت·· وأعرف أنها الثانية في بغداد·· وأول ما أسمع صوته أقول له·· أين أنت؟ لا يرد·· لماذا لا ترد؟ يصمت قليلاً ثم يقول بعصبية اتصلي بعد عشر ساعات فأنا الآن قرب نقطة سيطرة·· يرن الموبايل بعد عشر ساعات وقت المساء·· ويصبح صوته واطئاً وفيه نعاس·· الآن قل لي كم الساعة؟ لا أدري·· يوجد قربها عنكبوت وفوقها عنكبوت·· حدثني·· ماذا فعلت؟ رحت إلى رأس الشارع مشياً ثم رجعت·· رأيت حماراً يلعب قرب الباب··· دخلت البيت ثم خرجت·· واشتريت برتقالتين وثلاث تفاحات·· هل أكلت؟ لا لم آكل·· هل تغديت؟ لا لم أتغد·· ما هذه القشور، اذاً·· ينظر إلى الموبايل باستغراب ثم إلى قشور الطعام ولا يجيب···· كتبتَ درس الحساب؟ لا لم أكتب·· هل كتبت؟ صفحة واحدة كتبت·· متى تنام؟ أنا نائم··
وتمضي خمس ساعات تتبعها خمس ساعات أخرى وهو نائم·· وفي الصباح·· الصباح المتأخر·· وقت الضحى ينفض التجاعيدَ عن ملابسه ويتمطى كما تفعل القطط بعد الاستيقاظ من النوم ثم يرتديها على عجل ويخرج إلى الشوارع هائماً على وجهه·· عاطلاً عن الكلام ومطلاً من نافذة السيارة على العالم مثل طير يرى العالم بلا أسماء ولا صفات·· ولا ينطق إلا عندما يصبح بلا لوز ولا جوز ولا جيوب·· أين أنت؟ أنا في الحديقة·· لماذا لم تذهب إلى المدرسة·· يقول بابا اليوم جمعة·· ولكنه الخميس·· بابا حملني على كتفه وقال إنها الجمعة·· هل تقصد أنها عطلة؟·· نعم اليوم جمعة وغداً جمعة·· وبابا أعطى كناس الشوارع ألفاً بدلاً من الربعين·· لأنه سأله عنك وسلّم عليك·· وأعطاه بنطلونه البيج أيضاً وقميصه الأزرق وحذاءه الأسود··· ظل باب بدون حذاء وأغمض عينيه بالمنديل ·· بابا يقول أين ورقة الماء؟