المجموعة القصصية "أقصى الحديقة" صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وهي المجموعة القصصية الثامنة لميسلون هادي، وتضمنت خمس وعشرين قصة قصيرة.
قراءة كتاب أقصى الحديقة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
فرحت وبكيت·· ماذا يحدث؟·· هل هو فعلاً يبكي كلما رأى كناس الشوارع ومحصل أجور الماء·· هل هو أبو مريم؟··· نعم ·· قرع الجرس فسألتُه هل أنت أبو الكهرباء أم أبو الماء؟ فقال وهو يضحك كلا أنا أبو مريم·· هل جاء أبو مريم؟ نعم··إنه محبوب·· ولكنه عجوز··· لا يطرق طرقاته على الأبواب بسهولة··إنه يطرق خمسة أبواب حديدية دفعة واحدة، وأكون أول من يركض ليفتح له صندوق المقياس·· لأول مرة أراه·· بابا يقول لا تتحرك وتركض عنما تسمع الباب، ولكني أحب رؤية المقياس·· إنه يتحرك وينبض··· تك تك تك··هل يعيش في ذلك الصندوق دائماً؟·· نعم حبيبي، ولكن الكلس تراكم عليه لأني لم أنظفه من زمان·
- هل سمعته وهو يقول·· تك تك تك؟ ·
- نعم سمعته·· ما أجمله!·· كأنه طفل ينام في ذلك الصندوق··· ولكن لا تركض إلى باب البيت·· بابا معه حق·· الشوارع خطرة··
- لا أهتم·· أنا أحب أن أفتح الباب·· إنه يُفتح بسهولة··· باب الثلاجة أيضاً يفتح بسهولة ويجعل الدنيا باردة·· وتوجد فيه فتحات لا أعرف عنها شيئاً·· واحدة للزبد والأخرى للبيض وللدواء·· سقطت بيضة إلى الأرض وتدحرجت ببطء، ولكنها لم تنكسر·· ظلت ساكنة على سجادة المطبخ دون فطر أو كسر·
- كيف لم تنكسر؟؟ هل تمزح؟
- كلا لم تنكسر·· والله لم تنكسر··
- معنى هذا أنها كانت مسلوقة ومضمومة هناك؟
- نعم·· كانت مسلوقة·· وبابا يقول أهي من أجل أبو البايسكل عمار؟
- لا ليست كذلك·· ماذا فعلت بالبيضة؟·· أكلتَها؟
- لا لم آكلها·
- رميتَها إلى سلة الزبالة؟