"الحرب في حي الطرب"؛ هي الرواية العراقية الأولى التي كُتبت عن الحرب العراقية الإيرانية، من وجهة نظر أخرى، ليس من وجهة نظر السلطة التي جندت في حينه عشرات الكتّاب والشعراء لكي يكتبوا روايات وقصائد تعبوية في مديح الحرب العراقية الإيرانية التي راح ضحيتها قرابة
أنت هنا
قراءة كتاب الحرب في حي الطرب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
مقدمة
في العراق لم يعد هناك حي طرب···
الحرب تواصل طريقها
يورغ آرمبروستير
Jorg Armbruster
عندما اتصل بي نجم - حدث ذلك في ديسمبر 2006 - وقال لي: .اكتب لي مقدمة للطبعة العربية الجديدة لروايتي الحرب في حي الطرب.، لم أعرف في البداية ماذا أقول· لماذا أنا، الألماني؟ شخص غيري، عراقي مثلاً، لابد أن يكون أحسن مني قدرة· شخص ما، عانى من حروب الديكتاتور هذا· في الحقيقة لدى البلاد هذه كتّاب وأدباء رائعون· لماذا لم يختر نجم أحد هؤلاء؟ أو إذا كان غير عراقي، فعلى الأقل كان من المفترض أن يكون كاتباً عربياً؟ أيضاً هنا هناك العديد من الكتّاب المهمين· إذن لماذا أنا؟ لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال فعلاً، لكنني ولقول الحق، كتبت المقدمة بمتعة، طلب نجم شرفني جداً·
قبل 12 عاماً وقعت الرواية بين يدي· عام 1991 على سبيل التحديد· كان الأميركيون قد انتهوا من طرد الوحدات العسكرية العراقية من الكويت· في ذلك الوقت كنت أرسل التقارير الأخبارية عن الحرب من الأردن· لاحقاً سمعنا ونحن في عمان، عن انتفاضة الشيعة في جنوب البلاد ضد الحاكم المستبد في بغداد· سمعنا أيضاً، بأن المنتفضين أعدموا رمياً بالرصاص بالجملة أو أبيدوا جماعياً، من دون رحمة· لكن الوحشية هذه ظلت غريبة علينا، بل بعيدة· في وقت متأخر جداً فقط رأيت بعيني القبور الجماعية، بكل ما حوته من جماجم مثقوبة عن طريق الإعدام رمياً بالرصاص، أو جماجم أخرى مهشمة· هل جاء ذلك نتيجة ضربات جزمات عسكرية؟ في ذلك الوقت، عام 1991 بالتحديد، بدأت بالاهتمام بهذه البلاد الصعبة على الفهم: العراق· قررت أن أجمع كل شيء، كل ما يمكنني الحصول عليه من معلومات·
أحد الأصدقاء الذي عرف باهتمامي ذاك، أخبرني، أن هناك رواية ظهرت في دار نشر صغيرة في مدينة هامبورغ، تتحدث عن البلاد هذه· الرواية كتبها روائي عراقي، وظهرت مترجمة باللغة الألمانية، بعنوان غريب: .الحرب في حي الطرب. لكن ماذا يعني غريب هنا، الكتّاب يستطيعون غالباً أن يكشفوا عن طريق لغتهم أكثر من العلماء والصحفيين·