أنت هنا

قراءة كتاب يا صاحبي السجن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
يا صاحبي السجن

يا صاحبي السجن

رواية "يا صاحبي السجن" للشاعر والروائي الأردني د. أيمن العتوم ، صدرت في طبعتها الثالثة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر للعام 2013، وتحكي الرواية تجربة الشاعر بين عامي 1996 و 1997.

تقييمك:
3.66665
Average: 3.7 (3 votes)
الصفحة رقم: 6
على أيّ جنبٍ يا أُميمَ يروحُ
 
مُحِبٌّ له بين الجنائبِ روحُ
 
يرى الرّكبَ يطوي البِيدَ للحبّ طائعًا
 
فيقعد يبكي مُثقَلاً وينوحُ
 
لم تكوني طيفًا··· لم أغرق بعد في لجّ الهذيان· كنتِ أنتِ، ولكنّك مختلفةٌ تمامًا؛ الشّحوب الّذي أرعبني··· العيون الّتي غارتْ في المَحجَرين··· الهُزال الّذي كاد يقضي عليك··· الجسد الّذي يتماثل للانهيار··· والجفنان اللّذان يرجفان كعصفورٍ خائف··· والخدّان اللّذان يبدُوَان كأوراقٍ يابسة··· والبسمة الّتي ضاعت، واللّفتة الّتي خُنِقت، والصّوت الّذي اختفى··· اقتربْتُ منكِ لأعرفَ أنّني ما أزال أراكِ، وهمستُ في أذنيكِ وأنا أرتجف:
 
- لا يمكن أن يستمرّ الحال هكذا!! نحن نسير إلى الحتف باختيارِنا·· إنـّ···
 
(قاطعْتِني بابتعادٍ آخر لخطوتين من مركز القلب):
 
- ليس بعدُ· أنا أقف مكاني··· أنتَ الّذي تسير، ليس من شأن الغيوم أن تستقرّ فوق أرضٍ ثابتة· أنا أختار الحتف واقفةً، أمّا أنتَ فتبحث عنه· ليسَ لك من أسبابٍ، أمّا أنا فلي· ليس لك من عُذرٍ، أمّا أنا فقد صُنِعت الأعذار من أجلي··· لا تستطيع الورود أن تبرح مكانها، وهناك مَنْ يتسلّط على ضعفها بحركةٍ فاضحة· أنتَ لم تُحسِن الحركة المُناسِبة· وللورود عاداتُها في التّعامل مع القادمين إليها··· ألم تتعلَّمْ بعدُ ؟!!
 
- ولكنّني لستُ تلك الغيوم الّتي تتحدّثين عنها؛ أنا سماؤك الّتي تُظِلّ هذه الصّحراء العقيمة· أما تشتاق هذه الصّحارى القاحلة إلى وابلٍ، فإن لم يُصِبْها وابلٌ فَطلّ؟!! وأنا أرضك الّتي سوف تُنبِتُ لك أجمل أزهارها···
 
- ليس هذا وقت التّباكي !!
 
- ما هذه القسوة الّتي تُفاجئينَ بها ذاكرتي· أنا أكثر ثباتًا من الصّخور في أعماق الوِديان··· أليسـ···
 
قاطَعَتْني مرّة أخرى:
 
- كان في اللّيل قافلةٌ تنتظر حاديها، لم يأتِ· مع الصّباح ارتحلتْ بدون حادٍ، ليس شرطًا أن يكون في القافلة مَنْ يُشعِلُ جذوة الشّوق العارمة في صدور هذه الإبل المسكينة· يكفيها تعب الرّحلة الطّويلة، وعطش اللّيالي المُضنِية، وذلك الّذي لا بُدّ له من أن يكون قائدَها !!
 
- ولكنّني دخلتُ وطنَ الحبّ لأحفظ النّشيد الّذي سأرتّله على مسامعها· ليسَ عدلاً أن ترحل دوني!! أما من أحدٍ ينتظر دقائق أخرى!!

الصفحات